يعرض الفيلم الفلسطيني "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى" واقع الشباب الفلسطيني من خلال قصة شاب يحاول الفكاك من مشكلاته لكنه يقع ضحية عبث الواقع.

وقدم هذا الفيلم، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه مؤيد عليان في مسابقة بانوراما من مهرجان برلين السينمائي إلى جانب فيلمين عربيين آخرين من العراق والمغرب.

ويتعقب الفيلم حياة موسى، وهو شاب من مخيم فلسطيني يتمرد على الواقع الذي اضطره للعمل هو ووالده في بناء المستوطنات الإسرائيلية.

ويسعى الشاب للفكاك في هذا الواقع من خلال سرقة سيارة للحصول على مبلغ يتيح له السفر والخروج من دائرة العنف المحيطة به، لكن العثور على جندي إسرائيلي مخطوف في صندوق السيارة يدخله في دوامة جديدة من التعقيدات الأكبر.

ويصور "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى" انسداد الأفق أمام الشاب الفلسطيني، العاجز عن تحقيق أي من أحلامه الصغيرة، والحصول على الفتاة التي يحب، وحتى عن الرحيل حين يصبح البقاء مستحيلا.

واختار عليان أن يكون فيلمه بالأسود والأبيض، وهو ما أعطاه بعدا تراجيديا أكبر، لكن الفيلم لا يخلو من السخرية المريرة في حكاية الواقع الفلسطيني.

وصور مؤيد عليان الفيلم بنفسه في حين كتب السيناريو مع شقيقه رامي، واختار أن يكون معظم الفريق المشارك في هذا العمل من الفلسطينيين.

وقال عقب عرض الفيلم إنه "لم يجد صعوبة في العثور على ممثلين فلسطينيين، لكن المشكلة كانت في جمع الفلسطينيين في مكان واحد للتصوير، خاصة وأنهم يأتون من مناطق فلسطينية مختلفة، بسبب الحواجز الإسرائيلية".

وصور الفيلم في أجزاء منه في مدينة بيت لحم وهي المدينة التي يعيش فيها المخرج المولود في الكويت في العام 1985، والذي درس السينما في سان فرانسيسكو.

وتصور أعمال مؤيد عليان واقع الفلسطينيين الشباب في ظل الاحتلال، حيث نال فيلمه القصير الأول "ليش صابرين" جائزة في مهرجان الفيلم القصير في كليرمون فيرون في فرنسا، ليجول بعدها على نحو 60 مهرجانا عبر العالم.

أما فيلمه الوثائقي الأول "منفيون في القدس" فحصل على جائزة كوداك للإبداع الفني في سان فرانسيسكو عام 2005.

وبالإضافة إلى فيلم "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى"، يعرض قسم البانوراما في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام فيلمين عربيين، واحد من العراق للمخرج سمير بعنوان "الأوديسة العراقية"، وآخر من المغرب للمخرج هشام العسري بعنوان "البحر من ورائكم".

وافتتحت الدورة 65 من مهرجان برلين السينمائي في الخامس من فبراير الجاري، وستمنح جوائزها في 14 منه.

وتحضر المواضيع السياسية في مختلف فروع المهرجان لهذا العام، ولا سيما مع فيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي الذي يتتبع في عمله الجديد مشاهد في طهران صورت من وراء زجاج سيارة أجرة، وكذلك مع الفيلم الفرنسي "شبيبة ألمانية" (أون جونيس ألماند) الذي يروي تحول مجموعة يسارية من ألمانيا الغربية إلى العنف تحت ضغط المجتمع والإحباط، إضافة الى فيلم الفلسطيني مؤيد عليان.