الطفل جابر

لا شتاء يمر دون أن يموت أحد اختناقا بالدخان الأسود الذي تخلفه الحرائق داخل المنازل ( وكأن فلسطين ينقصها الموت الفجائعي ! ) ؛

بيد أن في كل فجيعة ثمة بكاء يقطع نياط القلب و "محاولات فاشلة" لتفاديها، وأيضا، ثمة خبر يفيد بأن الشرطة "شرعت في إجراء التحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة" .. !

الطفل جابر
الطفل جابر

في قصة فجيعة الاختناق الأخيرة التي طالت حياة الطفل جابر جهاد قريع إثر حريق نشب في شقة تقيم فيها العائلة في "البيرة"، قال والداه أنهما هرعا الى فور إحساسهما بوجود الحريق لإنقاذ أطفالهما، غير أن لهيب النار و كثافة الدخان لم يمكنهما من إخراجه أسوة بشقيقيه؛ حيث اعتقد الأب، بداية، أن "جابر" الذي لم يعش ربيعا آخر ( 6 سنوات ) في غرفة أخرى حال الدخان دون الوصول إليها في اللحظة الملائمة؛ ما استدعى في وقت لاحق تدخل "الدفاع المدني" .

لحظة دخول الدفاع المدني
لحظة دخول الدفاع المدني

قال شهود عيان من سكان المبنى حيث كانت تقيم عائلة الطفل "قريع" وآخرون ممن تجمهروا في الانتظار متعشمين أن يخرج رجال الدفاع المدني بالطفل حيّا – قالواأن الأخيرين الذين اقتحموا "هول النار" بحثا عن الطفل عثروا عليه فاقدا الوعي،  فيما أعلن بعد وقت قصير في "مجمع فلسطين الطبي" عن وفاته.

الطفل جابر
الطفل جابر

قال ضابط في فريق الدفاع المدني الذي عمل جاهدا لانتشال الطفل، " لقد صارعنا لكسب بضع خطوات داخل المنزل لانتشال الطفل قبل فوات الاوان، غير ان الوقت لم يسعفنا"؛ رغم المخاطرة في سرعة الدخول الى المنزل ينما كانت النيران و الدخان يبتلعان الهواء، مشيرا إلى أن الفريق دخل الغرفة حيث عثر على الطفل الضحية بعد جهد كبير في تخفيف السنة اللهب كي يتمكن من دخول غرفة أخرى قالت العائلة أنه كان يتواجد فيها .

الطفل جابر
الطفل جابر

وأوضح ضابط الدفاع المدني الذي بدت عليه ملامح الإحباط و الكآبة لخبر موت الطفل جابر قريع – أوضح أن أنه و زملاءه حاولوا، رغم صعوبة الرؤية بسبب كثافة الدخان، الوصول إليه "قبل أن يسبق السيف العذل"، إلا أنهم وجدوه هامدا و فاقدا للوعي؛ دون أن تكون النار قد مسّته .

 

التوام جابر وياسين
التوام جابر وياسين

نشوب الحريق الذي أودى بحياة الطفل "قريع" لم يعرف بعد ما إذا كان نجم عن "تماس كهربائي" أو بسب  اخر  فيما أكد مسؤول العلاقات العامة و الاعلام في "الدفاع المدني" لؤي بني عودة في حديث  ، أن تكرر حوادث الحريق بالمنازل يستدعي من المواطنين تفقد التمديدات الكهربائية، وعدم ترك الاطفال مع مسببات الحرائق، إلى جانب اتباع وسائل التدفئة الآمنة .

الطفل جابر
الطفل جابر

لم ينته الشتاء بعد؛ فيما ستظل كل نار سوف يشاهدها والدا جابر قريع أشبه بجحيم ينهش القلب !!

لحظة اخراج الطفل جابر
 
لحظة اخراج الطفل جابر



loader
 
قـلوبنا معك غـزة