٠٢

 

لم ينته أحد بعد من تداول أخبار الموت حرقا أو اختناقا بالدخان الأسود في حريقين بمنزلين في "البيرة" و "نابلس"، لكن "جحيم" هذا الشتاء يحدث أخبار فواجعه بأخرى ثالثة خلال أسبوع، راح ضحيتها، اليوم فجرا، 3 أطفال من الخليل كانوا "قيد التفتح" ...

الفجيعة "الطازجة" التي أطلت على الناس في الضفة ما أن فتحوا عيونهم على نهار اليوم ( بعد فجيعتي الحريقين اللذين طالا حياة الطفل جابر قريع في البيرة و الأم منال أبو صالحة وطفلتها ملاك في نابلس ) طالت بالحرق و الاختناق حياة الاطفال مجد و محمد و خالد خليل إسماعيل القواسمي ( 3 و 4 و 15 عاما )، بينما أصيب بقية أفراد العائلة بحروق متفاوتة و بحالات اختناق صعبة، وذلك إثر اندلاع النار في الشقة حيث تقيم العائلة بالطابق الرابع في مبنى بـ"واد الهرية" جنوب المدينة .

بعض "الطرافات السوداء" التي تصاحب هذا النوع من الأخبار الفجائعية ( بينها أن المنخفض جاء محملا، إضافة إلى الثلج، بعناصر متخفية من "داعش" ) تقول أن الفلسطينيين اجتازوا العاصفة الثلجية دون كوارث لافتة؛ إلا أن برد ما بعد المنخفض تحول إلى ما يشبه "جهنم"، دون أن يستخلص الناس العبر بما يكفي؛على أن تفاصيل الفجيعة التي حلت بعائلة المواطن "القواسمي" جاءت هي الاخرى محملة بأسئلة كثيرة حول مدى جاهزية المباني للتقليل من آثار هذا النوع من الكوارث، وايضا حول ما إذا كانت المعدات المتوفرة لدى "الدفاع المدني" تكفي لمواجهتها .

قال مجاورون للمبنى حيث كانت تقيم عائلة المواطن القواسمي – قالوا أن النار اندلعت، أولا، في "غرفة الجلوس" وسط المنزل، وسرعان ما تصاعدت السنة اللهب وكتل الدخان الاسود لتمتد إلى داخل بقية حجرات المنزل، مشيرين إلى أن رب العائلة الذي بوغت بالنار، بدأ محاولاته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بإخراج زوجته الحامل، إلا أن الجحيم كان أسرع منه بحيث حال دون تمكنه من الرجوع إلى داخل المنزل لمواصلة "مهمته المستحيلة" ...

في التفاصيل، أيضا، قال احد عناصر "الدفاع المدني" التابع لاطفائية بلدية الخليل في حديث مع حين وصلنا الى المنزل في الطابق الرابع باشرنا في تبريد الغرفة المشتعلة، ثم دخلنا غرف النوم تباعا، لنعثر في الغرفة الاولى على طفلين كانا مختنقين تحت السرير، وفي غرفة ثانية عثر على طفلين آخرين كانا على قيد الحياة و مختبئين تحت السرير، وفي غرفة ثالثة عثر على الفتاة وقد أصيبت بحروق بسيطة.. ثم، بعد ان انتقلت النار الى المطبخ وغرفة اخرى وجدنا جثة متفحمة لأحد الاطفال كانت على مقربة من النافذة، حيث يرجح أن الطفل كان يحاول الهرب قبل أن تطاله النار .

الفجيعة التي تهز القلوب لم تخل ( كالعادة ) من توجيه الأسئلة و التهم، بينها من شهود عيان قالوا ان إطفائية بلدية الخليل "تأخرت في الوصول الى مكان الحريق مدة 45 دقيقة"، وأيضا، "لماذا لم تكن الإطفائية مزودة بسلّم "هيدروليكي" يصل الى الطابق الرابع"، وهو سؤال محمل بفجيعة احتراق الطفل أمام النافذة وهو يصرخ طلبا في النجدة !

وفي السياق، أيضا، قال مدير العلاقات العامة و الاعلام في بلدية الخليل، عبد العزيز نوفل – قال  ، ان اتهام الإطفائية بالتأخر"مجحف"، مؤكدا ان وصول الإنذار بوجود حريق وصل فريق الإطفائية عند تمام الساعة 1:03 فجرا، لتكون سيارة الإطفاء عند المنزل بعد 5 دقائق، مشيرا إلى ان ذلك يظهر وفق نظام الكتروني يوثق وقت تلقي اشارة الحريق وسير الاطفائية حتى لحظة وصولها الى مكان الحدث؛ أما فيما يتعلق بعدم إمتلاك البلدية رافعة تصل طوابق المباني المرتفعة، فد أجاب "نوفل" بأن البلدية طالبت  الحكومة بتوفير سلّم "هيدروليكي" عبر كتاب رسمي مؤرخ في 21 حزيران عام 2013 ، "الا اننا لم نحصل عليه بعد". .



loader
 
قـلوبنا معك غـزة