قالت مصادر مطلعة، إن البحث في تشكيل قوة تدخل عربية، قطع شوطا متقدما، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، هي الدول العربية التي تناقش الفكرة حاليا، وتبحث فيما بينها ما يمكن أن يتوفر لتلك القوة من الامكانيات البشرية والمادية.

وحسب تلك المصادر فإن قوات عربية من الدول الثلاث ستشكل نواة هذه القوة، على أن يتم توسيعها وإشراك دول عربية أخرى فيها مع تطور التجربة والحاجة.

وقدرت المصادر حجم القوة بما يتراوح بين 20 و40 ألفا. وسيتم توفير تدريب عال لها، بحيث تتجاوز تدريباتها الأنماط التقليدية للتوافق مع طبيعة المعارك الميدانية المنتظر أن تقودها تلك القوة.

ووفق ما يجري من نقاشات حول طبيعة عمل هذه القوة وميدان نشاطها، قالت المصادر إنها ستكون قوة مستعدة للتدخل عند الحاجة في أي منطقة من المناطق التي يتهدد فيها أمن هذه الدول.

وأضافت أن ميدان تدخل القوة المشار إليها لن يكون قاصرا على الدول المشاركة في تشكيلها، بل سيشمل كذلك المناطق المحيطة بها، والتي يمكن أن ينطلق منها التهديد، أو تكون للدول المشاركة مصلحة حيوية للتدخل فيها.

وقالت المصادر إن الفلسفة التي قامت عليها الفكرة استندت إلى عدة عوامل منها:

•         أن هناك تداخلا متزايدا بين الأمن الوطني والأمن الإقليمي، وأن الحرب على الإرهاب، والاضطرابات الداخلية في الدول العربية، بقدر ما هي تهديد للأمن الوطني تمثل أيضاً تهديدا للأمن الإقليمي. وهذا يعني أن النأي بالنفس عن تلك الحرب وهذه الإضطرابات لا يوفر حماية للأمن الوطني، خاصة وأن القوى المتطرفة التي تقف وراء تلك الحرب أو تذكي الاضطرابات لا تخفي أجندتها لتوسيع نطاق نشاطها بحيث يشمل ذلك الإقليم برمته.

•         أن هناك حاجة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية استباقية لإجهاض واضعاف القوى المتطرفة ومنعها من توسيع نطاق نشاطها، أو زيادة قدراتها الميدانية.

•         أن الاعتماد على قوى تدخل خارجية لم يعد عمليا، خاصة في ضوء تردد القوى الغربية في التدخل العسكري المباشر في المنطقة، وتراجع استعدادها لإرسال قوات برية للمنطقة، فضلا عن الكلفة العالية التي تتحملها دول المنطقة مقابل هذا التدخل، والتي لا تشمل الكلفة المادية فقط بل الكلفة السياسية أيضاً.

•         أن الدول العربية لا يجوز أن تبقى سلبية في وجه تمدد قوى إقليمية، واستغلالها للاضطرابات الداخلية في العالم العربي لزيادة نفوذها في المنطقة، خاصة بعد أن وصل تمدد هذه القوى حد التدخل المباشر سياسيا وعسكريا.

•         أن الدول العربية تملك القدرة البشرية والامكانيات المادية في تكوين قوات عربية قادرة، حيث باتت العديد من الدول العربية على دراية بمتطلبات الحروب الحديثة وتمتلك قدرات فعلية في هذا المجال.

•         أن عمل قوة التدخل السريع يحظى بغطاء سياسي دولي، وأن هناك دول وقوى عديدة يمكن أن تسهم في توفير الامكانيات العسكرية والتقنية اللازمة لبناء هذه القوة.

وقالت المصادر إن إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه يوم أمس الأحد لضرورة توحيد القوى العربية لمواجهة ما وصفه بالتحديات الضخمة، والإعلان عن أن الأردن عرض على مصر المشاركة في الحرب على الإرهاب، جاءت بمثابة إشارة غير مباشرة للاتصالات الجارية بهذا الشأن.

يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن تشاركان في الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف في العراق وسوريا على قواعد تنظيم داعش، فيما قامت مصر بشن ضربات جوية على قواعد فرع التنظيم في ليبيا إثر ذبح 21 مصريا على يد المتطرفين.

وكانت الإمارات ومصر أجرتا العديد من المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة في كلا البلدين.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة