من يزور نابلس في هذه الأيام ،يشاهد نبتة العكوب الشوكية تملأ أسواق المدينة ،وأصوات الباعة تعج بالمكان ينادون لبيع العكوب ،ومتوسط استهلاك العائلات النابلسية للعكوب يصل ما بين 30 إلى 50 كغم رغم أن سعر كيلو العكوب " لمعكب " أي الخالي من الأشواك يصل إلى 40 شيقل  ، والعكوب هو نبات جبلي فلسطيني كثير الأشواك ،يبدأ موسمه من أواخر الشتاء إلى بداية الربيع ،ويعتبر غالي الثمن نظرا لصعوبة تعكيبه أي تنظيفه من الأشواك ،وتشتهر منطقة نابلس لاسيما منطقة جبل عيبال بالتعكيب ،والقسم الذي يؤكل منه يسمى "بيض العكوب " ،ويطهى العكوب بشكل أساسي مع اللبن ،ويمكن قليه مع البيض ،وتستخدمه بعض العائلات مع المقلوبة .وورد العكوب في الأمثال الشعبية الفلسطينية بالقول :" عكوب ما عكبت ،وخبيزه ما بقلت ، وبدري ما روحت ".

 
أبو رائد (35 ) احد باعة العكوب في البلدة القديمة في نابلس أكد لنا " انه يبيع يوميا أكثر من 90 كغم ، حيث تشتري السيدات وخاصة النابلسيات العكوب بكميات كبيرة للطبخ والتخزين استعدادا لشهر رمضان ،وبين آن موسم العكوب هو فرصة سنوية للكسب المادي رغم آن أيام الموسم معدودة لكن الناس يتسارعون لشرائه وتخزينه بكميات طيلة أيام السنة " .
 
عكوب الطور
 
 يعتبر العكوب الذي ينموا في منطقة جبل عيبال العسكرية والمعروفة " بالطور " قرب بلدة عصيرة الشمالية ، من أشهر أنواع العكوب ،وحسب ليندا سعادة " أن عكوب الطور بلدي وجبلي له نكهته المميزة ولونه يكون مائل للصفار بعد طبخه ويبقى طريا عكس الموجود بالأسواق ،و تضيف " أنا كل عام اشتري تقريبا 10 كيلو من عكوب الطور واخزنها استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك ".
 
 مصدر للرزق
 
أم احمد من بلدة عصيرة الشمالية تقول :" منذ بداية موسم العكوب في كل عام اذهب للجبل برفقة بعض النسوة ،ونجني ثمار العكوب ونبيعها أحيانا بشوكها وأحيانا بعد تقليمها وتنظيفها ،وكنا نتعرض كثيرا لإطلاق النار علينا من جنود الاحتلال المتمركزين في نقطة عيبال العسكرية ،وأحيانا يحتجزونا حتى ساعات المساء ويصادرون كميات العكوب التي جمعناها ، الذهاب هناك مغامرة ومخاطرة لكن لقمة العيش تجبرنا على الصعود ثانية للجبل  وجني العكوب وبيعه .
 
 أكلة شعبية ملوكية 
السيدة " أم وعد " من نابلس تقول : " إن العكوب أكلة شعبية نابلسية لا يعلى عليها ،وهي من أكثر الأكلات التي يشتهر فيها النابلسيون ،وفي هذا الموسم نجتمع عند الوالدة أنا وأخواتي ونطهو العكوب باللبن مع لحمة الخروف ،فمع لمة العائلة يكون المذاق أطيب ، وتضيف :" إن أكلة العكوب أكلة ملوكية ،لا اطبخها إلا للضيف العزيز والغالي على قلبي تكريما له ،وفي أول يوم في شهر رمضان من كل عام اطبخ العكوب باللبن ،وأحيانا مقلوبة العكوب ،لذا نخزن كل عام قرابة 40 كيلو عكوب ليكون متوفرا طيلة أيام السنة ".  
 
يؤكد خبراء التغذية أن " العكوب " مفيد ونافع لتنحيف الجسم ،وللتخفيف من نسبة الكولسترول و إزالة الشحوم ،وينصح به مرضى القولون العصبي والإمساك المزمن ،ولتقوية الأعصاب وفيه مجموعة من الفيتامينات المفيدة للجسم ،وهو مدر للبول و مقوي لعضلة القلب .  
 
 
 
 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة