أقل ما يمكن وصف تلك الفنانة الأمريكية به أنها "صانعة البهجة" ، التى تأخذ من إبرة الكروشية صديقة لها، فهى حقًا تحيك البهجة للعالم.

 

فخيطُت أجاتا أوليكسيك، بيديها تفاصيل البهجة، واتقنتها، وانهيتها بكمال، لتغطى بها بؤس الحياة وقسوتها.

وتُعرف "أوليك"، فنانة الكروشيه التى تقول عن عملها: "الكروشيه.. كما أصنعه، هو كناية عن التعقيد والترابط بين الجسم وأنظمته والنفس البشرية".

تعرضت "أوليك" بسبب فنها للكثير من المتاعب، ففى أكتوبر 2011 وأثناء مشروع فنى لها فى الشارع، تم القبض عليها بتهمة حيازة آلة حادة فى مكان عام، وتمت محاكمتها وإيداعها السجن، لكن انبعاث الجمال منها شىء لا يتوقف فى أى مكانٍ كانت، فعندما دخلت السجن، قامت بتعليم السجينات عمل الكروشيه، وأرادت بعد خروجها تعليم سجينات أكثر ونشر هذا الفن بينهم.

أضاءت "أوليك" منازل المشردين فى الهند، بالكروشيه فى مشروعٍ قامت به فى وقت مبكر من هذا العام، ضمن فعاليات مهرجان فن الشوارع فى نيودلهى.

جمعت "أوليك" فريقها من النساء المحليات اللاتى جلسن جنبًا إلى جنب بشكلٍ محبوك، كتلك الخيوط التى يقومون برصها بإتقان، حتى خرج فى النهاية غطاء كبير من الكروشيه محبوك الصناعة، ليغطى مأوى المشردين بالكامل، فأصبح المكان البائس ممتلئًا بالبهجة، وأصبح مشروع "أوليك" هذا ما ألقى الضوء على مشكلة المشردين هناك فى الهند.

"الوقت يمر.. والمسافات يتم تجاوزها.. والنسيج الذى يتكون منه الأشخاص يجتمع وينحل فى آنٍ واحد"، هكذا تعتقد "أوليك" فى فنها، فما تفعله ليس مجرد خيوط متداخلة فى بعضها، هى تظن أنه يحمل فلسفة أكثر تعقيدًا من تداخل الخيوط.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة