وجبة أصيلة على موائد الغزيّين .. "أوراق العنب" : فائدة صحيّة ومادية

في محاولة منهن لمكافحة البطالة والفقر نتيجة استمرار الحصارالاسرائيلي على غزة، منذ 8 سنوات تعمد نساء فلسطينيات على تجميع، وقطف أوراق العنب ، لكسب قوت أسرهن التي تنتظرهن بفارغ من الصبر.

ويذهب عدد منهم في الى اراضي المحررات، حيث زراعة العنب البذري لجمع كميات كبيرة وبيعها ،وعدد اخر يقمن ببيع أوراق أشجار العنب في الاسواق الغزية .

وتضع كافة الجمعيات النسويه، برامج  لمشاريع قطف وتخزين ورق العنب بدءا من شهر فبراير وحتى نهاية شهر يوليو.

وتشتهر منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة ،بزراعة أشجار العنب على اختلاف أنواعه وألوانه، مثل العنب الأسود، والحلواني والشامي ،وكذلك البناتي،الذي يزرع في جنوب القطاع بكميات اكبر،و الذي يفضل الغزيون أوراقه بشدة، ويباع بسعر أعلى من ورق العنب الأبيض الأقل نعومة.

  وفي السياق تقول الحاجة فاطمة حمدان(50 عاما) عاماً التي تتخذ مكاناً لها في سوق الشجاعية ،و تعمل في مهنة جمع أوراق العنب وبيعه سواء للتجار أو للمواطنين لإعالة أبنائها، بعد ان فقد زوجها العمل نتيجة اصابته، وأصبحت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها. وتضيف انها تحظي بمردود مادي جيد.

ويباع الكيلو الواحد من ورق العنب من 20 إلى 25 شيقلا، ويصل سعره احيانا الى 40 شيكل في بداية الموسم واخره.

اما الحاجة رحاب أبو بكر فتقوم بتخزين ورق العنب وبيعه وذلك باستخدام طريقتين: التجميد والحفظ في عبوات بلاستيكية أو زجاجية محكمة الإغلاق،وتقوم ببيعه للتجار والاسر الفلسطينية. 

من جهتها قالت الحاجة مريم البالغة من العمر( 55عاماً) ، أنها تقوم بجمع أوراق العنب من المحررات  في موسم العنب من كل عام، كما تقوم  بناتها وأبنائها مساعدتها مع عدد من العاملات في هذا المجال ،وتبدأمريم عملها يومياً من الساعة 6،حتى الساعة 2 ظهرا .

 بدوره قال م. محمد أبو عودة رئيس قسم البستنة الشجرية بوزارة الزراعة:"أن ثمن ورق العنب يعود بالفائدة على المزارع   أكثر من العنب نفسه،و يعطي المزارع أرباحا أكثر من المحصول،خصوصا المزروع في الدفيئات. 

وبين انّ  زراعة العنب تحتاج إلى عناية كبيرة تتمثل في الحرث المتواصل، والتقليم، والرش بالمبيدات الحشرية عدة مرات قبل قطفه.  

كما ويعتبر ورق العنب  أو ما يسمونه "الدوالي" وجبة أصيلة على مائدة الأسرة الفلسطينية، وله أهميته في الوجبات الصيفية والشتائية ... وهو من الأطعمة الصحية عالية الأهمية، لاحتوائه على الألياف التي تمنع سرطان الأمعاء والمستقيم .

واحتوائه على العناصر المعدنية ،والأحماض العضوية بالإضافة إلى الفيتامينات ... بشرط الاهتمام بالأوراق الناضجة وليس المتخشب .

وعن كميات العنب  قال أبو عودة في حديث ل "دنيا الوطن" :"تبلغ مساحة العنب المزروعة من العنب الكلي حوالي 6717 دونم منها حوالي 1541 دونم عنب بنّاتي

وفي حاله العنب البذري البلدي اصناف الشيخ عجلين يكون انتاج الدونم من الاوراق حوالي 100 ك/دونم  

اما العنب البناتي الاصناف اللابذرية يكون  الورق اكثر حيث يؤخذ من300-500 ك ورق /للدونم واحيانا تكون زراعه العنب فقط للورق .

ويعتبر قطاع العنب من القطاعات الأساسية في قطاع غزة، وتوليه وزارة الزراعة اهتماما بالغا وتعمل بالتعاون مع المؤسسات علي زياده المساحات المزروعة ،وادخال اصناف اخرى متنوعه  .

 و تتفنن السيدة الفلسطينية في طبخه وإضافة مكسبات الطعم واللون له كالتوابل والفلفل ... والعظم   لتكسبه الدسم الملائم ... كما تهتم كثيرا بتنسيقه على أطباق الأكل بـأشكال تشبه الورود أو النباتات ...