الصيام ...وتعرّفي إلى فوائده المفاجئة!
عود الصيام بفوائد صحية كثيرة على الجسم، إذ يساعده في طرد السموم وتقوية نظام المناعة، إضافةً إلى فوائد عديدة أخرى. لكن في الوقت نفسه، خلال شهر رمضان المبارك، قد يواجه الصائم مشكلات معينة نتيجة الامتناع عن الأكل لساعات طويلة، وتناول الطعام بعدها بكميات زائدة دفعة واحدة، أو بسبب تناول أنواع معينة من الأطعمة التي قد تسبب مشكلات في حال تناولها بطريقة خاطئة.
بعد الصيام، للإفطار أصول معينة يجب اتباعها لتجنب كل المشكلات الصحية التي تمكن مواجهتها. اختصاصية التغذية كارولين حمادة تحدّثنا عن أبرز المشكلات الصحية التي قد يواجهها الصائم وكيفية مكافحتها والوقاية منها بأفضل الحلول.
1 نقص السوائل في الجسم
تبدو مشكلة نقص السوائل في الجسم من الصعوبات الأساسية التي يواجهها الصائم في شهر رمضان المبارك، خصوصاً مع حلوله في فصل الصيف حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة وتمرّ ساعات طويلة من دون أن تؤمّن السوائل للجسم.
في هذه الحالة، من الضروري الحرص على تأمين حاجات الجسم من السوائل خلال الفترة الممتدة ما بين الإفطار والسحور، إضافةً إلى أهمية التقيد بالنصائح الآتية:
تجنب المشروبات الغنية بالسكر كالجلاب وقمر الدين لأنها ترفع معدل السكر في الجسم وتؤدي بالتالي إلى إخراج السوائل منه.
الإكثار من شرب الماء ما بين الإفطار والسحور بمعدل ليترين لتعويض النقص، على أن يتم شرب الماء بكميات صغيرة في فترات متقطعة. أما في حال شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة، فتتخلص الكلية من النسبة الزائدة ولا تتم الاستفادة منها.
تجنب المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة والشاي لأنها تساهم في إطراح السوائل من الجسم.
تجنب الأطعمة المالحة والمعلبات والحلويات لأنها تسبب إحساساً زائداً بالعطش.
كيف نعرف ما إذا كنا نعاني نقص السوائل في الجسم؟
يظهر نقص السوائل في الجسم من خلال الشعور الدائم بالعطش وجفاف الجلد وتقشره وجفاف العينين.
2 جفاف البشرة
بسبب نقص السوائل في الجسم، تتعرض البشرة إلى الجفاف مما يؤدي إلى ظهور ذلك بشكل واضح من خلال تقشرها. يمكن تفادي هذه المشكلة بتعويض نقص السوائل في الجسم وتأمين الماء له وترطيبه من خلال الشرب على فترات متقطعة وبكميات صغيرة.
كما ينصح بتجنب الحرارة المرتفعة تلافياً لخسارة السوائل وجفاف البشرة أكثر فأكثر.
3 الإمساك
نتيجة نقص الألياف في الغذاء وعدم تناول السوائل في ساعات الصيام، من الطبيعي أن يواجه الصائم مشكلة الإمساك التي تعتبر شائعة أيضاً في رمضان.
نصيحة ضرورية: العلاج الأساسي لمواجهة مشكلة الإمساك يكمن في تناول حبتي تمر عند الإفطار لغنى التمر بالألياف غير القابلة للذوبان والتي تعتبر مفيدة جداً لمكافحة هذه المشكلة وتسهيل عملية الهضم.
أيضاً تعتبر السلطة ضرورية ومفيدة جداً لتأمين الألياف والماء للجسم ومن المهم التركيز عليها.
4 تساقط الشعر
يعتبر تساقط الشعر من المشكلات الشائعة التي تمكن مواجهتها في في فترة الصيام نتيجة نقص مكونات غذائية عدة في الجسم خلال الصيام وعدم تعويضها بشكل كافٍ عند الأكل.
وفيما يشكو منها كثر، من الواضح أن ثمة إجراءات معينة يمكن اتخاذها بغية تجنبها. علماً أن خلال الصيام ترتفع معدلات هورمون التوتر في الجسم، ما يؤثر في الشعر ويضعف بصلاته ويؤدي بالتالي إلى تساقطه. أما النصائح الذهبية الثلاث التي يجب التركيز عليها فهي:
التركيز على الأطعمة الغنية بالحديد كالعدس والفول واللحوم والخضر الورقية الخضراء. علماً أن نقص الحديد في الغذاء وعدم تأمين كميات كافية منه للجسم يعتبران سبباً أساسياً لتساقط الشعر. فإما أن يتناول الصائم عند الإفطار حساء العدس إذا كان نباتياً كمصدر أساسي للحديد، أو يركز على تناول اللحم مع عصارة من الليمون الحامض لتحفيز الجسم على امتصاص الحديد.
تناول حصتين من الفاكهة يمكن ان يساعد على تأمين حاجات الجسم من الفيتامينات والمعادن اللازمة والألياف.
تناول الخضر المتنوعة والملونة جداً لتأمين معدلات كافية من الحديد والكالسيوم والمغنيزيوم.
5 الإحساس بالجوع
من الطبيعي أن يشعر الصائم بالجوع في أوقات معينة. لكنّ ثمة أطعمة معينة وحلولاً يمكن اللجوء إليها خلال الإفطار والسحور للحد من الإحساس بالجوع خلال الصيام.
حلول لتجنب الإحساس بالجوع
يمكن الحد من الإحساس بالجوع من خلال تناول وجبة سحور متأخرة قدر الامكان.
يجب التركيز على الخبز الكامل الغذاء ومشتقاته لأنه يعطي إحساساً بالشبع.
من المهم أن تحتوي وجبة السحور على الخبز، اللبنة أو الجبنة الخالية من الملح، وطبق من السلطة والفاكهة والماء، فتكون وجبة متكاملة تمنح الإحساس بالشبع لساعات طويلة وتؤمّن للجسم مختلف المكونات الغذائية.
ينصح بتجنب الحلويات.
ملاحظة: من المهم أن تكون وجبة السحور خفيفة لأنها تسبق النوم مباشرةً. وإذا كانت ثقيلة فتسبب انزعاجاً ومشكلات في الهضم والمعدة.
الصيام في 10 فوائد!
يساعد الصيام على خفض الوزن: يساعد الامتناع عن الاكل لساعات طويلة على خفض الوزن لأن الجسم يحرق خلالها من الخلايا الدهنية أكثر مما يفعل عند الخضوع لحمية. عندها يستخدم الجسم الدهون كمصدر أول للطاقة بدلاً من السكر.
يحسن الصيام حالة الحساسية للأنسولين: تبين ان الصيام يحسن الحساسية للأنسولين، مما يسمح بتقبل النشويات بشكل افضل. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن بعد ساعات الصيام، يصبح الأنسولين اكثر فاعلية في توجيه الخلايا لاستخدام السكر الموجود في الدم.
يساعد الصيام في تنشيط عملية الأيض: يتيح الصيام للجهاز الهضمي مجالاً ليرتاح، مما يساهم في تنشيط عملية الأيض فيحرق الجسم المزيد من الوحدات الحرارية. أما عندما يكون الجهاز الهضمي متعباً فتخف قدرة الجسم على حرق الدهون والوحدات الحرارية. فالصيام يساعد على ضبط عملية الهضم وتحسين قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية.
يساعد الصيام على إطالة العمر: أظهرت الدراسات أن الاشخاص الذين يصومون يعيشون سنوات أطول. فأحد الآثار الجانبية للتقدم في السن، بطء عملية الأيض. أما مع الصيام فيخف العبء على الجهاز الهضمي وتنشط عملية الأيض ويبقى الجسم أكثر شباباً.
يساعد الصيام في السيطرة على الإحساس بالجوع: يسمح الصيام لساعات طويلة بالسيطرة على الإحساس بالجوع من خلال ضبط الهورمونات في الجسم. فبالصيام يمكن التعرف فعلياً إلى الإحساس الحقيقي بالجوع، بعكس ما يحصل عند تناول الطعام كل 3 أو 4 ساعات. بهذه الطريقة يفرز الجسم الهورمونات الصحيحة والتي عندما تعمل بالشكل المطلوب، يمكن الشعور بالشبع بسرعة فائقة.
يحسّن الصيام العادات الغذائية ويسمح بتنظيم نمط الحياة والنمط الغذائي بشكل خاص.
يطوّر الصيام وظائف الدماغ، كما يؤمّن الحماية من التغييرات المرتبطة بداء ألزهايمر ومرض باركينسون.
يساعد الصيام في تقوية نظام المناعة: من خلال السيطرة على الالتهابات في الجسم والحد من نمو الخلايا السرطانية ومكافحة الأضرار الناتجة من الجذريات الحرة.
يدعو الصيام للعودة إلى الذات والتأمل. كما تعتبر رياضة اليوغا مفيدة للصائم لتأمين الطاقة للجسم فيشعر بتحسن، سواء على الصعيد الذهني أو الجسدي... كذلك يصبح الذهن أكثر صفاءً عندما يكون الصائم متصالحاً مع نفسه ومع من حوله ومع حياته بشكل عام.
يساعد الصيام في القضاء على البثور وفي تنقية البشرة: يكفي أن الصيام يساعد على طرد السموم من الجسم وضبط وظائف الكبد والكليتين وغيرها من أعضاء الجسم مما ينعكس إيجاباً على البشرة.
