مأساة الدوابشة متواصلة.. محنة الأم ويتم الابن

 

 

 لم تنته مأساة عائلة دوابشة من قرية دوما في الضفة الغربية المحتلة باستشهاد الأب سعد وابنه علي حرقا على يد مستوطنين إسرائيليين، إذ ما زالت الأم ريهام تصارع الموت في حالة حرجة للغاية، ويضطر الابن الثاني أحمد للخضوع لعلاج طويل ودقيق لثمانية شهور على الأقل.

وما تزال الأم ريهام دوابشة في حالة حرجة داخل مستشفى تل هشومير الإسرائيلي منذ حرقها وأسرتها أحياء داخل منزلها في31 يوليو/تموز الفائت، وهي لا تعلم حتى الآن أنها فقدت نصف أسرتها بوفاة زوجها ونجلها الرضيع علي لأنها غائبة عن الوعي.

ويوضح محمد دوابشة شقيق الشهيد سعد دوابشة  أن زوجة الأخير ريهام ستبدأ غدا الثلاثاء علاجات جديدة لزراعة جلد جديد بعد تعرضها لحروق بنحو 90% من أنحاء جسمها. ويشير الطبيب دوابشة إلى أن الأم ما زالت تصارع الموت، وتمر بحالة حرجة، بينما طرأ تحسن طفيف على حالة الطفل أحمد الذي يبحث ليل نهار عن والديه ويطالب بلقائهما.

ويتابع الدكتور محمد -الذي لا يسمح لسواه بزيارة ابن أخيه أحمد- بلهجة المكابر الصابر "مأساتنا كبيرة وموجعة، فالأسرة قتل المستوطنون نصفها بينما يعاني النصف الآخر من جراح وأوجاع تدمينا وتبكينا كل يوم، فأنا لا أملك ما يقنع طفلا باكيا يريد والديه منذ شهر".

ورغم مرور شهر على جريمة حرق منزل أسرة دوابشة فما زال المجرمون طلقاء، مما يعكس  حقيقة تعامل سلطات الاحتلال مع الفلسطينيين باستخفاف وتعاملها مع المستوطنين بقفازات من حرير، كما يؤكد عضو الكنيست عن القائمة المشتركة أحمد الطيبي.

ويقول الطيبي إنه وزملاءه يذكرون وزير الأمن الداخلي يوميا بأن المجرمين ما زالوا طلقاء، ويطالبونه بإقران أقواله بالأفعال بالكشف عنهم ومقاضاتهم كإرهابيين.

وأشاد الطيبي بدور متطوعين شباب من فلسطينيي الداخل يقومون بالتناوب يوميا على زيارة مستشفى تل هشومير لمعاضدة أسرة دوابشة هناك.

ويستعد وفد من الخبراء النفسيين داخل أراضي 48 لزيارة قرية دوما للمرة الثانية لتقديم مساعدات نفسية للتلاميذ والأطفال ممن تسببت لهم جريمة حرق البيت في القرية بأضرار نفسية.

والتقى الخبير النفسي جمال دقدوقي وبعض زملائه العشرات من أطفال دوما الأسبوع الماضي لتقديم خدمات ومساعدات نفسية عاجلة.

وقال دقدوقي إن جريمة حرق البيت أصابت القرية بأكملها، خاصة أطفالها الذين عكسوا محنتهم باقتراحهم أفكارا حول سبل مواجهة الخوف كالنوم في غرف دون شبابيك من أجل منع إلقاء زجاجات حارقة داخلها، ونصب كاميرات حراسة في القرية وتنظيم حراسة ليلية.

كما التقى الوفد أمهات الأطفال ونقل عن إحداهن قولها إنه منذ الحادث لا ينام طفلاها جيدا في الليل ويستيقظان وهما يصرخان بسبب الكوابيس.

وذكرت سيدة أخرى أن ولدها أصيب بالتبول الليلي بسبب الخوف من الجريمة، وفق دقدوقي الذي يضيف أن "الحالة الصعبة التي تعانيها الأم والطفل في المستشفى والخطر الذي يتهدد حياة الأم، يصعب عملية إعادة تأهيل الأهالي في دوما ممن اكتووا نفسيا بنار الجريمة".

ومن هؤلاء الشيخ محمد دوابشة أبو نصر والد وجد الراحلين سعد وعلي الذي يقول بألم إن المجرمين حرقوا المنزل مرة "لكنهم يحرقونني مرات كل يوم".

ويجلس الشيخ دوابشة المولود عام النكبة (1948)، الذي عمل إماما للقرية طيلة أربعة عقود، بساحة خيمة التضامن والعزاء، ويقول وهو متكئ على عكازه إن إيمانه بالله كبير، راجيا أن يُعوّض بشفاء الأم وابنها.

الشيخ أبو نصر وهو أب لثلاثة أبناء وأربع بنات حرص على تعليمهم بدموع العين كما يقول قبل أن يضيف "الشكوى لغير الله مذلة فقد أحرقوا كبدي وقتلوا الولد وولد الولد، والحمد لله على كل حال".

الشيخ الفلسطيني المصاب بفلذات كبده يتمنى إزالة الاحتلال بل أن يكون دم حفيده آخر مسمار في نعش إسرائيل لأنها قامت وما زالت على الإجرام والتدمير.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة