عروس البحر يافا، مدللة الساحل العتيق، سيدة أشجار البرتقال، وأميرة زهر الياسمين النقي العذب،

يافا تاريخٌ وحضارة، جمالٌ وعراقة، يافا حنين الماضي وعبق الذكريات، الحاضر الأنيق ومستقبل الأحلام،
يافا سحر الطبيعة الذي لا يقاوم، وأصالة الشعب العظيم، 

يافا الخضراء الجميلة والزرقاء الرقيقة، وألوان طيف ناصحة حباً وشوقاً ناشرة.
بعد أن تحدثنا في الحلقات السابقة من هذه السلسلة عن ثوب شمال فلسطين وثوب رام الله وثوب القدس، 

سنحط رحالنا اليوم على ثوب منطقة يافا.
تميز ثوب منطقة يافا بالدقة والأناقة اللامتناهية، فقد كانت الغرز رقيقة وجميلة،
والرسومات رائعة معبرة، حيث كان الثوب متقناً للغاية ورسومات تطريزه كانت مستوحاة من الطبيعة الخضراء المحيطة بأهل يافا،
فقد اعتمدوا عروق الشجر الأخضر في الرسم.

أثواب قرى يافا:

 

ثوب قرية بيت دجن:

 

من بين أثواب قرى مدينة يافا برز ثوب قرية بيت دجن بما تميز به من تطريز أنيق رائع،
جعل من قرية بيت دجن الرائدة في تطريز الأثواب. احتوت تصاميم ثوب بيت دجن على زخارف شجرة السرو وزهور الحمضيات والريش وعرق اللوز والقمر، 

وكانت هذه الزخارف تطرز بالغرزة المصلبة بعدة ألوان بواسطة خيط الحرير أو بغرزة الرشق التي تميزت بها تطريزات «بيت لحم». 

وكانت أثواب بيت دجن باللونين الأبيض والأسود وكان يطلق على ثوب «بيت دجن» الثوب الجلاية،
حيث صنع من قماش الكتان الأسود وكان يعد جزءاً أساسياً في جهاز العروس، 

كما كانت الجلاية في بعض الأحيان تزخرف ببقع الزينة والزركشات من الساتان والمخمل، وتمت إضافة جوانب حمراء وخضراء
 
وبرتقالية للأكمام والتنورة والحزام. وعلى الرغم من أن الجلاية أصبحت غير مواكبة للموضة إلا أن السيدات الكبيرات سناً واصلن لبسها لامتلاكهن إياها.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ثوب قرية صرفند:

كان ثوب قرية صرفند مصنوعاً من القطن الأبيض، وكان التطريز عليه باستخدام خيوط الحرير الأحمر مع إدخال بعض من الحرير الأزرق والأصفر، 

وكانت الرسومات على الثوب على شكل هندسي إسلامي، كما كانت الأكمام ضيقة بخلاف مناطق فلسطين الأخرى. 

وأصبح فيما بعد هذا الثوب يلبس في قطاع غزة بسبب هجرة سكان القرية إلى هناك.

ثوب قرية يازور:

كان هذا الثوب يصنع من القماش الأبيض والأسود وكان يطرّز من الحرير، 

كما كانت تغلب عليه الألوان المبهجة كالأحمر والأصفر والأخضر والأزرق،
وكانت الزخارف والرسومات هندسية بالإضافة إلى عروق الورد الجميلة التي كانت تطرز على القبة والجوانب.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

غطاء الرأس والشال والحزام:

كان غطاء الرأس لثوب يافا هو الصفة، وكان يطرز بغرزة مصلبة ومزخرفة بصف من النقود المعدنية.
أما الشال فقد كان ينسج من ثلاثة جوانب من القماش المدمج والمطرز بغرزة مصلبة بخيط الحرير الملون،
وهناك أنواع أخرى من الشالات: الشال الأحمر والمسمى الشنبر الأحمر،
والشال الأسود والمسمى الشنبر الأسود والذي يصنع من الحرير المطرز والمحاط بطوق من الشراشيب.
وفيما يتعلق بالأحزمة فهي عبارة عن زنار مقرون وزنار كشميري «الجداد»
وقد كان مصنوعاً من قماش الأطلس الأحمر المقلم بالأصفر.
 
 
 
 
 

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة