هل حمل خطاب الرئيس دعماً للهبة الجماهيرية أم هو إعلان نهاية المرحلة؟

 

 

تتابعت التحليلات السياسية عقب انتهاء خطاب الرئيس أبو مازن الذي ألقاه مساء أمس، فكانت كلماته تحمل في طياتها معاني الهدوء والغضب في آن واحد الأمر الذي دفع المحللين إلى فهم دعم الاستمرارية للهبة الجماهيرية هو المغزى الوحيد في الخطاب، وأنه غطاء سياسي موحد لما يحدث في الضفة الغربية والقدس.. 
 
  لكن هل يمكن اعتبار الخطاب بداية حقيقية للهبة الشعبية أم هو إعلان نهاية المرحلة؟
 
 المحلل السياسي أكرم عطا الله أكد أن خطاب الرئيس أبو مازن اليوم كان هاما على عكس كافة التوقعات التي اعتقدت أن الرئيس سوف يستجيب للضغوطات ويدعو للتهدئة ، موضحا أن الخطاب يعتبر "شرعنة"  لكافة العمليات التي تمت والحراك الشعبي والمظاهرات وما أحدثه جيل الشباب الذي فاجأ الجميع .
 
وأضاف في حديث  :  " الرئيس أبو مازن غطى بخطابه كافة الأحداث سياسيا ، وذهب إلى أبعد من ذلك واعتبر أن كل ما تم في المرحلة الماضية هو جزء من مشروع الكفاح الفلسطيني السياسي نحو الدولة والاستقلال"، مشيرا إلى أن الخطاب كان قصيرا ومقتضبا ومتماسكا،و يؤكد على ما جاء في خطابه في الأمم المتحدة ويحمل بطياته رسائل قوية لإسرائيل.
 
ولفت عطا الله إلى أن أهم ما في الخطاب هو ما بين السطور وهو ما لم يقله الرئيس عباس ، مضيفا: " أعتقد أن الخطاب يوضح بشكل جلي السياسة الفلسطينية القادمة إذا ما استمرت إسرائيل بذلك الشكل وبرأيي أنها ستواصل ذك، الفلسطينيون يقتربون من مرحلة كسر العظم السياسي مع الاحتلال، فمن يعرف الرئيس الفلسطيني جيدا يعلم هدوئه وأن خطابه يعني أنه في ذروة الغضب بالنسبة له، وانه وصل إلى مرحلة رفض كل ما هو موجود إسرائيليا".
 
وبين أن الخطاب يؤكد على ما قاله الرئيس سابقا في الأمم المتحدة أن ذلك الوضع لا يمكن أن يستمر ، في الوقت الذي كان يسود هناك اعتقاد أنه خطاب عابر كالخطابات السابقة، مستطردا : " لكن الآن ثبت أن الرئيس كان يعني كل كلمة قالها في خطابه السابق في الأمم المتحدة ". 
 
  وأوضح المحلل السياسي عطا الله أنه لا يمكن اعتبار كلمة الرئيس اليوم أنها المرحلة الأخيرة مما يحدث ، متابعا: " نحن في مرحلة صدام حقيقي سياسي مع إسرائيل، وأنها مرحلة التماسك الفلسطيني والتطابق الميداني مع السياسي بهذا الشكل، والبحث عن مكونات القوة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل وتكاملها سواء ميدانيا أم سياسيا ".
 
ولفت إلى أن إسرائيل ستأخذ الخطاب على محمل التحريض ، حيث أنها اعتبرت خطابه الأول في الأمم المتحدة هو من فتح كافة تلك المواجهات وحركها ،مشيرا إلى أن إسرائيل تتهم الرئيس عباس بكل الظروف ولا تحمل اتهاماتها بعد خطاب الليلة بعدا جديدا بالنسبة للفلسطينيين ولا الرئيس عباس.
 
وأكد عطا الله أن الرئيس عبر عن رضاه لكل ما حدث وكل ما سوف يحدث ، مضيفا: "وذلك على عكس كافة التوقعات التي كانت تعتقد أن الرئيس سيخضع للضغوطات والتهديدات المتلاحقة من قبل أمريكا والذي تخلله مكالمة عاصفة بين الرئيس وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي ، وأيضا الضغوطات التي انهالت من قبل الأشقاء العرب تطالب بالتهدئة ، والذي كان متوقعا استجابة الرئيس لكل ذلك ولكنه على عكس ذلك فلقد عبر عن صلابة موقفه والموقف الفلسطيني "، منوها إلى أن الرئيس كان يستند لأول مرة إلى قوة فعلية على الأرض تمكنت من وضع أوراق قوة في جيبه بإمكان التفاوض حولها.
 
من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل : " خطاب الرئيس أبو مازن الليلة كان مختصرا يؤكد على ما جاء في خطابه في الأمم المتحدة ، حيث أراد أن يعطي غطاء سياسيا للهبة الشعبية الجارية ، وأن يؤكد مصداقية ما ذهب إليه في الأمم المتحدة من أن الفلسطينيين لا يمكن أن يقبلوا بالأمر الواقع وبالتالي يثبت للذين يشككون في موقف السلطة من أنها تريد التراجع عن تلك الهبة بأنهم مخطئون".
 
و إذا ما يمكن أن نعتبر أن خطاب الرئيس الليلة كان بداية لتفجير الهبة أم أنها نهاية المرحلة ، فيوضح عوكل في حديثه لـ"دنيا الوطن" أن الهبة الجماهيرية عمليا بدأت قبل خمسة عشر يوما ، كما أننا في بدايات الطريق للهبة الشعبية ، ونهايتها أمامها وقت ، معللا: " الخطاب يشير إلى استمرار الهبة الشعبية بالتالي لم يحن وقت الاستثمار السياسي و وقت التفكير بتهدئة الوضع ".
 
ولفت إلى أن شباب حركة فتح هم من بدأوا بتلك الهبة الجماهيرية وهم المتواجدون في الغالب في الميدان بمشاركة من الآخرين لكن هم الأساس، متابعا: " الخطاب بما معناه يقول لهم استمروا".
 
وحول ردة فعل إسرائيل تجاه الخطاب ،أكد عوكل أن الاحتلال طوال  الوقت يتحدث عن تحريض ، ويتهم الرئيس محمود عباس بأنه من فجر الأوضاع ، مشيرا إلى أن هناك ارتباك إسرائيلي ، واسرائيل تأخذ خط التصعيد مع توقعاتها بأن هناك استمرار في التصعيد من قبل الفلسطينيين.




loader
 
قـلوبنا معك غـزة