عندما تُبدع الخليل : "هنية" شابة تُحيي صناعة القش بلمسات عصرية ..

 

لا يقتصر دور مدينة الخليل على البطولة التي تظهر في أوج المعارك الفلسطينية مع الجيش الاسرائيلي , فمن مدينة الرحمن يخرج الممثل والفنان كما يخرج الشهيد والجريح والأسير .. هي مدينة تُعبّر عن اللوحة الأكبر من فلسطين ففيها عبق التاريخ ومنها تُصنع الثورة ..

 

 
من اللاشيء تصنع شيئا يستهوي أصحاب الذوق القديم والأناقة الحديثة , فهي بضع مواد أولية بسيطة يتم تركيبها وتجميعها لإتاج قطعة مميزة بعد إضافة مزيج من اللمسات العصرية عليها ليختلط القديم بالحديث في قطعة فنية واحدة .


"هنية كتلو" شابة فلسطينية من مدينة دورا جنوب محافظة الخليل , قررت أن تصبح امرأة فاعلة في المجتمع ولها دورها الفعال فيه من خلال الأعمال اليدوية التي تقوم بها والتي تتميز بلمساتها وإضافاتها الساحرة .


 فقد تميزت كتلو بصناعة التحف من مادة القش والتطريز والخرز , وغيرها من المواد البسيطة ذلك بعد انتسابها لأحد دورات تعليم صناعة القش في الأردن , وحين عودتها إلى الوطن قررت أن تنمي ما تعلمته ليصبح موهبة ومصدر رزق لها .


 فالمواد التي تستخدمها في إنتاج تحفة فنية من القش ربما نراها بسيطة , لكنها في الواقع مواد مكلفة على الرغم من بساطتها , فهي تستخدم لفات القش الخام التي تحضرها من الأردن بأسعار عالية , إضافة إلى مواد أخرى كالزجاج والخشب ومواد التغليف والتلصيق كالغراء والورنيش ومواد للتلميح واكسسوارات وقطع مطرزة وأزهار وغيرها من مواد الزينة .


 وتشرح هنية كتلو لدنيا الوطن خطوات تصنيع وإنتاج قطعة من القش ابتداءا من عملية إحضار وتجهيز المواد الخام وانتهاءا بعملية التغليف قائلة :


 "تبدأ عملية تصنيعي من إحضار وتجهيز المواد التي سأستخدمها في إنتاج القطعة , حيث أبدأ برسم البترونات الخاصة بالزجاج والخشب , ثم أقوم برسم التصميم الذي أريد إنتاجه للقطعة , بعد ذلك أقوم بتخريمه , ثم تأتي عملية قص عيدان القش حسب المقاسات وعدد الخروم التي قمت بتخريمها , لأبدأ بعملية تركيب القش بعد نقعه في الماء قبل البدء بالعمل  ليسهل علي التحكم به وتشكيله حسب الطلب بشكل جدلات أو بأشكال عمودية وأفقية أو أشكال أخرى , وأقوم بتثبيته بمادة الغراء ليحافظ على تماسكه , بعد ذلك أقوم بتلميعه بمادة الورنيش  لأنتقل إلى المرحلة الأخيرة التي أقوم خلالها بوضع الاكسسوارات اللازمة واللمسات الأخيرة على القطعة لتصبح جاهزة للبيع أو العرض .


 وتختلف استخدامات القطع التي تنتجها كتلو حسب الطلب , فمنها ما يستخدم كصينية لتقديم المشروبات , وأخرى كسلات  للنفايات أو علب لحفظ أوراق المحارم أو لحفظ وزراعة الزهور أو علب لتقديم الحلويات أو حتى علب بأشكال تختلف حسب المناسبة , إما لمولود جديد أو لحفل زفاف وغيرها الكثير الكثير من الأشكال المميزة  المصنوعة إما بأفكار مطلوبة أو بأفكار مبتكرة . 


فمشروعها منزلي صغير تسعى لتطويره , كي تحافظ على أحد الصناعات الوطنية القديمة , التي بدأت تندثر مع مرور الزمن لتحييها مرة أخرى بلمسات عصرية حديثة وبأنامل مبدعة لا تعرف اليأس , فصناعة القش من أشهر الصناعات الفلسطينية القديمة التي تشهد لها الحضارات والأجيال على هذه الأرض .
 
 














 
 


loader
 
قـلوبنا معك غـزة