"كوفية عرفات" تُحرّض الجماهير : لماذا ارتدى "الحمساويون" الكوفية المرقطة بالأسود ؟

 

 

لا تزال الكوفية الفلسطينية وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة عن غياب صاحبها ذو الطلة البهية "ياسر عرفات" إلا أنها بقيت رمزاً من رموز الثورة الفلسطينية التي يتمسك بها الشعب الفلسطيني في كل مناسبته الوطنية والثورية

حيث لم تغب "الكوفية" البيضاء الموشحة بالنقط السوداء عن الهبة الجماهيرية الحالية في الضفة الغربية والقدس المحتلة على كافة المستويات الشعبية والرسمية والإعلامية.

 

فما أن تقلب بالريموت كنترول الخاص بشاشة تلفازك حتى تتفاجئ بطلًّة مذيعي قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس والتي يرتدي مذيعوها وغالبية ضيوفها" كوفية عرفات" السمراء عدا عن توشح القناة واستديوهاتها الجديدة بوشاحة الثورة الفلسطينية وبث الأغاني الوطنية وهو ما لم نعهده في سياستها مسبقا ..

 

في نفس السياق تجد عدد كبير من مناصري وقيادات حركة حماس يتوشحّون بالكوفية السمراء مُعلنين تضامنهم مع "انتفاضة القدس" .

 

بدوره أكد عماد زقوت مدير الاخبار بفضائية الاقصى أن الفضائية هي اول قناة ابرزت الكوفية باعتبارها فلسطينية ولا تخضع لاي فصيل، لافتا الى انها أثارت اهتمام الكثير سواء على المستوى الرسمي او الشعبي.

واوضح زقوت لـ"دنيا الوطن" ان ما احتواه الاستوديو من اسلاك شائكة و الكتابة على الجدران و الدخان هو عبارة عن محاكاه لما يجري في الميدان، لافتا الى ان هناك برنامج يومي على الاقصى مخصص باسم استوديو الانتفاضة.

ولفت زقوت الى ان هناك العديد من الافكار الاخرى التي ستقوم بها الفضائية و سيتم الكشف عنها في وقت لاحق والتي تعمل على علة التحريض لاستمرار لهيب الهبة  الشعبية  مضيفا: "خاصة أن القناة السابعة العبرية قالت ان قناة الاقصى هي المحرضة على الانتفاضة، وبرأي أن ذلك شرف للفضائية".

من جهته أوضح المذيع في فضائية الاقصى اسلام بدر لـ"دنيا الوطن" ان الامر لا يحتاج الى تفسير،فالكوفية الفلسطينية هي رمز مسيرة نضال الشعب وفدائه منذ  زمن الاستعمار البريطاني، ومن ثم تحول لبس الكوفية الى طابع وطني.

وقال بدر: "قررت الفضائية ان تكون الكوفية هي رمز الوطنية الفلسطينية، حيث ان المذيعين اصروا ان يكون الزي غير رسمي و انما اعتيادي، كما وقررت الفضائية تجييش كل جهودها تضمانا مع الهبة الشعبية والتأييد المطلق للمواطنين في الضفة الغربية".

وفي السياق اكد ان فكرة الملابس جاءت مطابقة تماما لملابس الشباب وبعيدة عن المعتاد.

اما على صعيد الاستوديو اوضح بدر انه تم وضع اسلاك شائكة وظهور الدخان الذي جاء رمزا للغاز المسيل للدموع الذي يطلقه الاحتلال، كما وضع جداريات و"هاشتاق الانتفاضة" وجدار الفصل العنصري، مؤكدا انه سيتم تجديد الاستوديو بأشكال جديدة.

من جهته اوضح البروفسور جواد الدلو المحاضر في قسم الصحافة و الاعلام بالجامعة الاسلامية ان وسائل الاعلام المرئية دائما ما تحاول أن تُسيرما لديها من تقنيات و تكنولوجيا و موسيقى وديكورات لتتأقلم مع الاحداث و الاجواء الموجودة.


وقال الدلو: "قناة الاقصى الفضائية كان لها باع طويل في هذا المجال و كان ادائها رائع في تصميمها بهذا الاستوديو الذي يشعرك بجو الانتفاضة و ينقل المشاهد الى مكان الحدث وهذا شيء يعطي حضور للمشاهد و يجسد الحدث".

وأضاف: "قناة الاقصى صممت استوديو خاص في نقل احداث الانتفاضة وكأنك تسير في شوارع القدس او رام الله او جنين او طولكرم من حيث الشعارات و الاسلاك الشائكة و الدخان، وهذا ينقل للعالم صورة حية لما يجري في شوارع فلسطين المختلفة ويعطي رسالة اعلامية قوية وتعد شكل من أشكال المقاومة".

واوضح الدلو ان الرسالة هي شكلا ومضمونا، لافتا الى انهما لا ينفصلان وبالتالي فان مضمون قناة الاعلامية الفلسطينية هو مضمون مؤيد ومشجع للهبة الشعبية ويزيد من لهيبها فهي تقدم دائما رسائل في هذا المجال من خلال تعبئة الرأي العام الفلسطيني نحو "الانتفاضة"، مشددا على ضرورة ان تنسجم هذه الرسالة من حي المضمون والمحتوى مع الشكل، 

 

وبين الدلو أن كل تلك التأثيرات من شأنها أن تزيد من حجم المشاهدة للقنوات و التي تقدم الاناشيد الحماسية التي تلهب مشاعر الجماهير في اجواء الانتفاضة المصممة داخل الاستوديو، على حد تعبيره.

من جانبه قال د. فريد أبو ضهير استاذ الاعلام في جامعة النجاح: "في 10 سنوات الماضية لاحظنا ان حركة فتح استخدمت اسلوب الأسلوب الديني في بعض الاحيان في خطابها، حتى في شعارها وضعت الله اكبر، ومن الملاحظ ان حركة فتح استطاعت ان تستفيد من الشعور الديني لدى المواطن الفلسطيني".

واضاف: "اليوم اعتقد ان حركة حماس تريد ان تحقق مسألتين في ارتدائها للكوفية والاغاني الوطنية التي اعتمدتها حركة فتح و منظمة التحرير في السابق، حيث ان المسألة الاولى هي استدراج المشاعر الوطنية لدى الشعب الفلسطيني و العزف على نفس الوتر التي تعزف عليه حركة فتح، المسألة الثانية ان استخدام مثل هذا الاسلوب يذكر حركة فتح ومنظمة التحرير بماضيها النضالي  وكأنها تقول عودوا الى المبادئ التي مشيتم عليها و رسختموها في السابق".

وفي السياق اوضح ان تأثير هذا الاسلوب موجود ولكن قد لا يكون هناك تأثير على الجمهور الفتحاوي الا من باب اثارة المشاعر، لأنه معند لديهم أصلا ، ولكن بالنسبة للجمهور المحايد قد يكون هناك بعض التأثير وبنسبة لا بأس بها.


وبين ان الكوفية الفلسطينية وهي كوفية عرفات  يستخدمها جميع الفلسطينيين بشتى الوانه السياسية، ولكن الإشكال هو داخل فلسطين لان كل فصيل يتمسك بشعاراته سواء بالكوفية او اللفحة الحمراء او الخضراء، معتبرا ان الكوفية هي شعار فلسطيني بالاصل، مؤكدا أنه من هنا يأتي التأثير على مشاعر الناس .

وقال ابو ظهير: "بالنسبة للهبة الجماهيرية هناك ظروف موضوعة لها تاثير على هذه الهبة، واعتقد انه ليس بالضرورة ان كل الاجراءات او الشعارات قد تؤثر ايجابا او سلبا عليها فهي لها علاقة بممارسات الاحتلال في الضفة وبالذات في المسجد الاقصى و القدس"، لافتا إلى أن الظروف الموضوعة لا تساعد على استمرار وتصاعد الهبة، فالاوضاع في الضفة من حيث نمط الحياة والهيمنة الاسرائيلية على مفاصلها والواقع الاقليمي وواقع السلطة الفلسطينية لا يعطي الفرصة الكافية لكي تستمر وتتصاعد الهبة الجماهيرية، وبالتالي الخطاب الإعلامي قد يساعد  يكون له تأثير واضح كما أنه في ظروف اخرى يجب عدم اسقاطه من المعادلة".

 


loader
 
قـلوبنا معك غـزة