الرئيس عباس في ذكرى استشهاد عرفات : هنا وُلدنا وهنا نعيش كما عاش آباؤنا واجدادنا

 

 

قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، 'إننا مصممون على العيش بحرية وكرامة، وإفشال كل مخططات الاستيطان الاستعماري، في فلسطين عامة وبخاصة في القدس، فالجبل ما زال في مكانه لا تهزه الريح، وشعبنا الشامخ الأبي، تتكسر على صخرة صموده حراب الاحتلال وغطرسة القوة الغاشمة، وسيبقى مرابطا في أرضه المباركة المقدسة، ولن تذهب تضحياتك وتضحيات شهدائنا هدرا'.

وأضاف في خطاب متلفز ألقاه لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات، 'نقول لك يا أبو عمار، إننا نحمل الأمانة كما حملتها من قبل، نتمسك بثوابتنا الوطنية، وندافع عن وجودنا، وهويتنا، وأرضنا ومقدساتنا، وسنظل نعمل بكل تفان وإخلاص، على تحقيق حلمك أيها القائد، وحلم شعبنا، في أن يرفع شبل فلسطيني، وزهرة فلسطينية، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذنها، وكنائسها، قريبا إن شاء الله'.

وأكد سيادته مجددا 'أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لن يتحقق أي منها، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967'.

وجدد في معرض كلمته القول للإسرائيليين، إن سعي حكومتهم لإطالة عمر احتلالها، 'يجعل السلام بعيد المنال، ويذكي الصراع، وإن محاولة تغيير الوضع التاريخي في القدس الشرقية، سيحوِّل الصراع من سياسي إلى ديني، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع، فإن لم ينعم شعبنا بالأمن والحرية والسلام، فإن أحدا لن ينعم به'.

وشدد سيادته في ختام خطابه، بهذه المناسبة، على 'أن الاستيطان، وغطرسة المستوطنين والعنف والإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل المحتلة على شعبنا، وسياسة القتل والإعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، والاعتقالات المسعورة، وهدم المنازل، لن تثني شعبنا عن المضي قدما على طريق الحرية والسيادة والاستقلال، فهذه الأرض أرضنا، هنا ولدنا وهنا نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا من قبل، نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونعتز بتاريخنا وإرثنا الحضاري الماثل منذ آلاف السنين على هذه الأرض الطاهرة المقدسة'.

 

وفيما يلي النص الكامل لكلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم

'من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً' صدق الله العظيم

 

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، حيثما وجدتم،

إليكم جميعا، يا من أنتم امتداد الماضي،

ومجد الحاضر المتألق، وعنوان الشجاعة والصمود،

وحملة مشاعل الطريق لمستقبل مشرق لوطننا،

على درب الحرية والسيادة والاستقلال،

نتوجه وإياكم جميعا اليوم، بتحية إجلال وإكبار، لروح قائدنا الشهيد الرمز أبو عمار، رحمه الله، ونقول له في ذكرى استشهاده، إنك ما زلت تسكن قلوبنا جميعا، وإن فلسطين والقدس الشريف، التي أحببت، وظلت شغلك الشاغل، وهمك الأبدي طيلة حياتك، هي في قلوبنا وضمائرنا، وسوف تظل إلى الأبد.

ونقول لك يا أبو عمار، إننا نحمل الأمانة كما حملتها من قبل، نتمسك بثوابتنا الوطنية، وندافع عن وجودنا، وهويتنا، وأرضنا ومقدساتنا، وسنظل نعمل بكل تفان وإخلاص، على تحقيق حلمك أيها القائد، وحلم شعبنا، في أن يرفع شبل فلسطيني، وزهرة فلسطينية، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذنها، وكنائسها، قريبا إن شاء الله

إن شعبنا الفلسطيني، الصابر الصامد، يحمل الراية، ويمضي بها إلى الأمام، وفاء للوطن والمقدسات، رغم ما يتعرض له اليوم في القدس وفي كل أرجاء فلسطين المحتلة، من العدوان، وآلة القتل والدمار الإسرائيلية التي تستهدف أرضنا وشعبنا وشبابنا.

وفاء لروحك وإرثك، أيها القائد الشهيد العظيم، ولكل الشهداء الأكرمين، الذين مضوا على طريق الحرية، وجعلوا من تضحياتهم جسورا لنعبر عليها نحو فلسطين المستقلة كاملة السيادة، فإننا مصممون على العيش بحرية وكرامة، وإفشال كل مخططات الاستيطان الاستعماري، في فلسطين عامة وبخاصة في القدس، فالجبل ما زال في مكانه لا تهزه الريح، وشعبنا الشامخ الأبي، تتكسر على صخرة صموده حراب الاحتلال وغطرسة القوة الغاشمة، وسيبقى مرابطا في أرضه المباركة المقدسة، ولن تذهب تضحياتك وتضحيات شهدائنا هدرا.

وهنا نؤكد لجماهير شعبنا، أن اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف استشهاد القائد الرمز أبو عمار، قد قطعت شوطا طويلا، وأنها ستستمر في عملها حتى الوصول إلى كشف الحقيقة كاملة.

أخي أبو عمار، في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي تم رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة، وفي ذلك اليوم المجيد، تذكرناك، أيها الأخ الشهيد القائد الرمز، نعم لقد تذكرنا خطابك الأول في الأمم المتحدة، في العام 1974، وتذكرنا غصن الزيتون الأخضر؛ وهنا نؤكد اليوم في ذكرى استشهادك، وكما كنت تردد دائما، بأن فلسطين هي الرقم الصعب الذي لا يمكن القفز عنه، أو تجاوزه.

ونحن نؤكد مجددا أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لن يتحقق أي منها، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

وبهذه المناسبة، فإننا نجدد القول للإسرائيليين، إن سعي حكومتكم لإطالة عمر احتلالها، وتوسيع استيطانها، وانتهاك حرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، هي كلها إجراءات مرفوضة وباطلة، وهي أيضا عوامل تجعل السلام بعيد المنال، وتذكي الصراع، وإن محاولة تغيير الوضع التاريخي في القدس الشرقية، سيحوِّل الصراع من سياسي إلى ديني، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع، فإن لم ينعم شعبنا بالأمن والحرية والسلام، فإن أحدا لن ينعم به.

إن الاستيطان، وغطرسة المستوطنين والعنف والإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل المحتلة على شعبنا، وسياسة القتل والإعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، والاعتقالات المسعورة، وهدم المنازل، لن تثني شعبنا عن المضي قدما على طريق الحرية والسيادة والاستقلال، فهذه الأرض أرضنا، هنا ولدنا وهنا نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا من قبل، نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونعتز بتاريخنا وإرثنا الحضاري الماثل منذ آلاف السنين على هذه الأرض الطاهرة المقدسة.

يا أبناء شعبنا الصامد البطل؛ إننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ونعمل مع الجميع لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وتنظيم الانتخابات، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني.

ومن ناحية أخرى، فإننا نجدد التأكيد على أن الوضع القائم لا يمكن استمراره، ورغم أننا نتمسك بالعمل السياسي والقانوني، وبالمقاومة الشعبية السلمية لإنجاز حقوقنا الوطنية، إلا أننا لا نقبل بالمفاوضات من أجل المفاوضات، ولا يمكننا الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات بيننا وبين إسرائيل وحدنا.

إن المعوقات والعراقيل التي يضعها الاحتلال في طريقنا لن تثنينا عن المضي قدما في بناء مؤسسات دولتنا، وبناها التحتية، ونحن ماضون في خططنا للانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية من أجل صون حقوق شعبنا، والحفاظ على مكتسباته السياسية والقانونية، لتكون دولة فلسطين القادمة المستقلة، دولة عصرية يتمتع فيها شعبنا بحريته وكرامته وسيادته، في ظل سيادة القانون، واحترام المعايير الدولية، والإخلاص والتفاني في تحمل المسؤولية.

وقبل أن أنهي كلمتي، فإنني أدعو جماهير شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده لإحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار، ونوجه تحية خاصة لشعبنا الصامد في قطاع غزة الحبيب التواق للاحتفال بهذه الذكرى الأليمة والعزيزة على قلبه، ومن هنا نؤكد أنه ليس من حق أحد أن يمنع أبناء شعبنا من إحياء هذه الذكرى الوطنية.

 

تحية لك، أيها القائد الرمز الشهيد....

وتحية إجلال وإكبار لذكرى شهدائنا جميعا، والحرية لأسرانا ومعتقلينا أسرى الحرية، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، وتحية خاصة نرسلها لذوي الشهداء والجرحى والأسرى ونقول لهم إن فجر الحرية آت، وإننا على موعد قريب إن شاء الله مع النصر والاستقلال.

عاشت فلسطين حرة عربية

التحية والإكبار لشعبنا الفلسطيني الصامد الأبي في الوطن والمهجر ومخيمات اللجوء

عاشت القدس الشريف عاصمة فلسطين الأبدية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





loader
 
قـلوبنا معك غـزة