"فتاتا القدس" تُثيران جدلاً واسعاً .. إعلاميون ونشطاء يطالبون بتصحيح المسار

 

 

أثار مشهد الفتاتين الصادم في الفيديو الذي نشره الاحتلال الاسرائلي وهُن يحاولن طعن مستوطن اسرائيلي وبعد ذلك قام المستوطنون بإعدامهم بدم بارد .. أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي .. ففي وقت أيّد بعض النشطاء التابعين لأحزاب فلسطينية عمليات الطعن بكافة أشكالها دعا عدد من المثقفين والكتاب الى وقف المتاجرة بعاطفة الأطفال .

في هذا السياق كتب والد الشهيد المقدسي "بهاء عليان" منفذ عملية الباص ، المحامي محمد عليان على صفحته الخاصة في "فيس بوك" رسالة الى الشارع الفلسطيني، يدعوهم فيها الى التدقيق بالمصطلحات المستخدمة فيما يخص قتل الاطفال الابرياء من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا ان الطفل الذي يقتل على يد جنود الاحتلال بدم بارد لا يمكن وصفه "بطل" بقدر ما هو قطف للزهور بغير اوان، وتصفية واعدام وموت بالمجان.

وجاءت رسالة عليان في ظل ارتفاع اعداد الشهداء الاطفال الذي كان اخرهم الطفل علاء خليل صباح حشاش (16 عاما) والذي استشهد علي حاجز حوارة جنوب نابلس والشهيدة الطفلة هديل وجيه عواد (14 عاما) والتي استشهدت وسط القدس، في منطقة تعرف باسم "محنيه يهودا".
 
""مبروك الشهادة"
"منفذ/ة عملية الطعن البطولية"
مصطلحات يجب التوقف عن استخدامها حين يتعلق الامر بالاطفال ..
وبزهرات تقطف في غير اوان ..
هي تصفية واعدام وموت بالمجان

وفي ذات السياق كتب الصحفي الفلسطيني ايهاب الجريري على جدار صفحته في "فيس بوك" مقالا دعى فيه الاطفال الى التنحي عن ساحة المعركة قائلا " انها ليست معركتكم" .

واضاف :" انها معركة الأكبر سنا منكم، فاتركوها لأصحابها، شعورنا بالمسؤولية وبالغيرة على أطفال هذا البلد توجب علينا جميعا أن نطلق حملة توعية واسعة، لتوعية الأطفال بضرورة الإبتعاد عن أي عمليات طعن".

وقال" يستطيع من يشاء أن يزاود كما يشاء، ويستطيع أي كان أن يتحفنا بخطبه الرنانة، لكنها المسؤولية التاريخية التي تحتم علينا جميعا أن ننخرط بحملة توعية للفتيان والفتيات بأن عمليات الطعن ليست مهمتهم". 

واضاف :"عليك أن تقرر أن تكون مع الخطب الرنانة أو مع حماية أطفالنا من بطش الإحتلال قدر الإمكان". ووجه الجريري دعوة لوسائل الاعلام بان توحد جهودها في هذا الإطار.
صورة الشهيد بهاء عليان

اما الصحفي الناشط فادي عاروري فكتب على الفيسبوك :"أتمنى على كل صاحب شنب وكل واحد قاعد آخر النهار بيأرجل او على الفيسبوك بيشحن في الناس وبيفرجينا انه أكثر واحد وطني في البلد .. اتمنى انكم مبسوطين على صور قتل أولادنا وإعدامهم بالشوارع , انا مع المقاومة بس مش انكم تشحنوا الأطفال وانتوا قاعدين في البيوت والمطاعم " ووافق فادي عدد كبير من المعلقين والمتابعين على صفحته .

الصحفي غازي مرتجى تمنّى في بوست له عدم مشاهدة فيديو الطفلتين محملاً الاعلام الفلسطيني دماء الأطفال التي تُسفك دون وجه حق مطالباً في مقال آخر له بوضع آليات واستراتيجيات للهبة الجماهيرية وعدم تركها على حالها .

الصحفي المعروف في قطاع غزة علاء الحلو كتب على صفحته حول الفتاتين معنونا البوست الخاص به ببوست انهزامي وقال :"
لست مع مشهد فتيات اليوم .. الفتاة كانت ترتجف خوفا من المستوطن المجرم وهي تلوح بالسكين أمامه قبل أن تتلقى الرصاصات .. أنوثتها كانت طاغية، حالت بينها وبين جرحه .. يجب توعية اﻷطفال وعدم تركهم فريسة لجنود الاحتلال كي يعدمهم بدم بارد .. ويبرر قتلهم بنشر فيديوهات كاميراته التي تظهر محاولات الطعن .. على اﻷطفال أن يتركوا السلاح ﻷهله .. وأن يناضلوا الاحتلال بنجاحهم في حياتهم .. وأن يقاوموه بوجودهم شوكة في عينه !"

اما الاكاديمي عماد الاصفر والصحفي المعروف فكتب تضامنا مع فادي عاروري مطالبا الفصائل بارسال عناصرها بالسكاكين والتوقف عن تمجيد وتضخيم اعمال يقوم بها الاطفال لان التحريض يؤدي الى موت مجاني وكتب :"السادة اصحاب الفصائل من ألفها الى خرائها ،،، إما ان تبعثوا عناصركم بالسكاكين ، واما ان تتوقفوا عن مباركة وتمجيد ما يقوم به الاطفال ، لأنكم بكل بساطة تحرضونهم على موت مجاني ،، والاسوأ منكم كل من لا يرفع صوته ضد هذا الموت المجاني وخاصة رجال الاعلام و طبقة المثقفين"

المعلقة دعاء الشامي كتبت ردا على بوست الأصفر :"انا اعتقد هذا الجيل مختلف جدا يفكر بطريقته يخرج منفردا لا يفكر بالعواقب يشعر بالبطولة صنعته الاحداث وكره المحتل ..لا أبرئ احدا الكل ملام ولكن هل عرفنا ماذا يريد هذا الجيل هل لامسنا تفكيره ؟! لا اعتقد"

اما رانيا غوشة فكتبت :"مع احترامي للآراء المطروحة ومع تحفظي على موضوع إشراك الأصغر سنا من عدم إشراكهم في معركة السكاكين وغيرها الا ان هنالك ما يزعجني دائماً في الطرح وهو اننا نستطيع ان ننصب أنفسنا طبيبا نفسيا لنحلل نفسية من يقوم بأعمال "بطولية" حيث انه حتى التسمية قد نختلف عليها. ان افتراض اليأس وفقدان الأمل وكره الحياة والحور العين هو ما نستخدمه اليوم لما كان يعرف يوما بالشجاعة والبطولة والنحدي. اسمحوا لي يا سادة ان أختلف معكم واترك تحليل نفسيات من يقوم بهذا الاعمال لأصحابها وان أبدي احترامي لأي شخص قرر ونفذ ولم يتردد. 

وان اترك لكل إنسان قراره بالمشاركة من عدمه"


الدكتور طريف عاشور الناطق السابق باسم الصحة والناشط المجتمعي فكتب معترضاً :"مخطىء من يعتقد ان اندفاع الشبان والفتيات نحو الحواجز ياتي بدافع او بتحريض من احد .

مضيفا عاشور :"شهيدة اليوم ، طفلة ، اول ما فتحت عينيها كان على اجرام الصهاينة واستشهد شقيقها وشربت حسرته ، ولما تعاظم اجرام الصهاينة ولان فيها نخوة - بعيدة عن حكام العرب وجيوشهم - قالت بلهجتها الطفولية بينها وبين نفسها : ساثأر لاخي حبيبي وللشهداء . اخذت مقصا ولما شاهدت صهيونيا تمثل لها فيه كل الموت الاسود والظلم والقهر ، حاولت الوصول اليه ، فقتلها كما الوحوش الكاسرة تفتك بالغزلان ، مع انه كان بامكانه ان يسيطر عليها بيد واحدة . "

وأنهى :"هي لم تستشر اباها ولا معلمتها ولا الصحفيين ممن ينتقدون ، هي ضحية ليس الاهل ولا المجتمع ولا التربية ، هي ضحية الاحتلال ونقطة سبب كل المصائب . هناك من بدا يتحدث عن الشرع واخر عن خسارة العمر ، وكأن الاحتلال عندما احرق عائلة دوابشة ، كان الطفل علي واحمد وامهم المعلمة ووالدهم الشهيد يحملون السكاكين ، او ان الشهيد عرفة كان مجرما عندما تصادف مروره امام مجرمين فتحوا النار عليه كما فتاة اليوم ابنة قرية عمورية سماح . ايها المحترمون : بدل ان تصوبوا اسهم الانتقاد نحو اطفال يخرجون على رؤوسهم ولا يستشيرون احدا بدافع ظلم كبير كبير لم تعد عقولهم تطيقه ، قولوا للعالم : اوقفوا الاحتلال الذي يقتل كل شيء ، وابرزوا صور الاطفال وهم يعدمون بذنب ولا بذنب ."

 

 

 

 

 


 

 

 

 





loader
 
قـلوبنا معك غـزة