حمّل الغرب مسؤولية نشأة وتوسع التنظيم

بشار الأسد: لا حاضنة شعبية لداعش في سوريا

الأسد خلال مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية راي

 

 

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية "راي" يوم الأربعاء الماضي 18-11-2015م، أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" "ليست لها حاضنة شعبية طبيعية في سوريا"، محمّلًا الغرب المسؤولية وراء نشأة وتوسع التنظيم".

 

فلقد شدد الأسد على أنه لا يمكن تحديد جدول زمني للمرحلة الإنتقالية في سوريا قبل "إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهاب". وصرح الأسد في المقابلة بالقول بأن: "يمكنني أن أقول لكم بأن (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش ليست لها أي حاضنة شعبية طبيعية أو اجتماعية داخل سوريا".

 

أوكسجين الدعم


وأكد على أن داعش، كانوا قد تدربوا في العراق وسوريا قبل أن ينفذوا اعتداءات باريس الأخيرة، بـ"دعم من الأتراك والسعوديين والقطريين، بالإضافة بالطبع بتوجيهات من السياسات الأمريكية، فأساس المشكلة لنشأة وتوسع التنظيم في العراق وسوريا ومن ثم انتشاره في منطقة الشرق الأوسط ووصوله لأوروبا مؤخرا، هو الدعم السياسي والمادي له بمختلف الأشكال والطرق من قبل الغرب وسياسته الخاطئة حيال الأمور منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011 حتى الآن".

 

وتابع الأسد قوله بأن: تنظيم الدولة الإسلامية لم يتأسس بالبداية في سوريا، بل في العراق قادما من أفغانستان، وبدأ العمل بعد ذلك على تقويته بكلا البلدين، وذلك استنادا لتصريح رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، حين قال فيه أن "الحرب في العراق ساهمت في تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية". وهذا اعتراف ودليل قاطع على ما أقول".

 

وأوقعت اعتداءات دامية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في العاصمة الفرنسية باريس في 13 تشرين الأول/أكتوبر 129 قتيلا، وأدت إلى تسريع المحادثات، من أجل التوصل إلى حل للحد من الحرب في سوريا، لكنها لا تزال تصطدم بالخلاف حول مصير بشار الأسد من المرحلة الانتقالية في البلاد. فمنذ بدء الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011 للمطالبة باسقاط نظام بشار الأسد، قتل أكثر من 250 الف، غير الملايين اللاجئين والنازحين داخل البلاد وخارجها. بالإضافة لتوسع تنظيم الدولة الإسلامية بشكل أكبر في سوريا والعراق.

 

واعتبر الأسد في المقابلة بأن من غير الممكن تحديد جدول زمني لإجراء انتخابات جديدة في سوريا، طالما لا تزال مناطق في البلاد خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة معارضة. وقال الأسد بأن الجدول الزمني لمرحلة انتقالية "يبدأ بعد إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهاب.. وقبل كل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي ويتغلغل فيه الارهابيون على العديد من مساحات المناطق في سوريا".

 

لا استهداف للمسيحيين


وأضاف بأنه وبمجرد تسوية هذه المسألة فإن "عامًا ونصف عام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية". وشدد على أن حكومته لم تقم منذ بدء الأزمة في بلاده سوريا سوى بـ"محاربة الإرهاب ودعم الحوار"، مضيفا بأن "المشكلة منذ البداية في ما يتعلق بالغرب هي أنهم يريدون لهذه الحكومة أن تفشل وتنهار وتسقط، بحيث يستطيعون تغييرها بأي وقت، فاللعبة الغربية كلها تتعلق بتغيير الأنظمة، بدعم الارهابين بصور وأشكال متعددة".

 

وحول مستقبل المسيحيين في سوريا، شدد الأسد على أنه "من غير الممكن فصله عن مستقبل السوريين". ونفى أن يكون المسيحيون مستهدفين من قبل نظامه في سوريا، اذ أن عدد المسلمين الذين قتلوا "أكبر بكثير"، وأن "المتطرفين يستخدمون هذا للترويج لحربهم". وكان اصرار الأسد على البقاء في السلطة السورية بوجه الانتفاضة الشعبية بوجه نظامه، أدت إلى تدهور العلاقات بين نظامه وبين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا من جهة وتقوية العلاقات بشكل كبير من جهة أخرى مع روسيا والصين وإيران أكبر حلفاء نظام الأسد في سوريا.

 

وختم الأسد ردا على سؤال حول مستقبله بالسلطة في سوريا بالقول بأن: "داخل سوريا هناك من يؤيد الرئيس، وهناك من لا يؤيده"، وأن الشعب السوري إذا أراد بقاءه "فإن المستقبل سيكون جيدا"، وفي حال حدث العكس، وأردت التمسك بالسلطة رغم معارضة الأغلبية من شعبي لي، حينها يصبح كوني رئيسًا سيئًا" للبلاد، وهذا ما لم يحدث، فالرئاسة في سوريا ليست محتكرة عشخص بعينه بل لمن يرغب الشعب".



loader
 
قـلوبنا معك غـزة