حوار الرئيس بشار الأسد مع قناة فينيكس الصينية

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن المجموعات الإرهابية تراجعت بعد شهر واحد من الغارات الروسية في سوريا ليهرب بفضلها الآلاف من عناصرها إلى دول أوروبا، تركيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة والسعودية وليبيا واليمن.

وذكر الأسد بالمقابل في حوار أجرته معه محطة تلفزيون فينيكس الصينية الأحد 22-11-2015م، أن نتيجة عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد عام من بدئها في سوريا أدى إلى أن الإرهابيين من داعش حققوا الكثير من المكاسب والتحق بهم المزيد في سوريا بالإضافة لتوسعهم بشكل أكبر حول العالم.

وأوضح الرئيس السوري أن الروس يعتمدون على القوات البرية السورية مع ضرباتهم الجوية، على عكس الأمريكيين الذين لا ينسقون عملياتهم الجوية مع القوات المعارضة الموالية لهم على الأراضي السورية، لافتا إلى أنه لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال الغارات الجوية فقط .

وأكد الأسد أن وضع قواته على الأرض تحسن بشكل جلي بعد مشاركة سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب وأنه يحقق تقدما في جميع المناطق المسيطر عليها.

حوار الرئيس بشار الأسد  لقناة  فينيكس الصينية

وعبر الرئيس السوري عن رغبته في عقد حوار سوري سوري جديد بروسيا يكون عنوانه موسكو 3، مشيرا إلى أن حكومته مستعدة لذلك بغض النظر عن مؤتمر فيينا او أي مؤتمر آخر، لافتا إلى أن روسيا تقود النشاط السياسي المتعلق بسوريا على الساحة الدولية من دون الإرهابيين.

وأشار الأسد إلى عدم وجود مجموعات معارضة ملموسة في بلاده، مضيفا مخاطبا محاورته أن "تعريف مجموعة المعارضة.. لا تعني مقاتلين.. عندما تتحدثين عن المعارضة فإن ذلك مصطلح سياسي وليس مصطلحا عسكريا.. عندما تحملين رشاشا.. فأنت مقاتلة أو إرهابية.. أو سمي ذلك ما شئت.. لكنك لا تستطيعين إطلاق اسم معارضة على أشخاص يحملون الرشاشات أو أي نوع آخر من الأسلحة".

وعن داعش، قال الرئيس السوري إن الأمريكيين هم من أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا تحت إشرافهم أو لنقل الاحتلال الأمريكي الغير مباشر في سوريا.. إذا الأمريكيون هم الذين قالوا ذلك.. لا أحد يستطيع القول إن داعش لم يكن موجودا بالبداية في العراق أو إنه لم يكن موجودا تحت الإشراف الأمريكي.. هذا واضح"، مضيفا أن "داعش وكذلك النصرة انبثقا عن القاعدة قادمين من أفغانستان.. وكما قالت كلينتون.. وكما يعرف الجميع.. فقد تم إنشاؤها بالأصل في أفغانستان لمحاربة السوفييت حينذاك بتمويل سعودي وإشراف وتعليمات أمريكية".

وردا على سؤال حول سر تمكنه من البقاء في منصبه أكثر مما توقع أعداؤه وخصومه، قال الأسد: "ليست المسألة مسألة سوبر مان، بل مسألة شخص طبيعي يتمتع بتأييد الرأي العام من شعبه، ولكن أراد الغرب أن يصور الوضع على أنه مشكلة تتعلق برئيس يرغب بالبقاء في السلطة على حساب شعبه، ولم يفهم طبيعة الشعب السوري، لقد أخطئوا في حساباتهم وسياساتهم في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.. يقولون أنه باقي في كرسي الرئاسة السورية.. ومستمر بقتل شعبه لأن هذا الشعب لا يريده ويريد التخلص منه.. هذا ليس هو الواقع.. كيف تستطيع البقاء عندما يكون في مواجهتك.. ليس الإرهابيون داخل سوريا وحسب.. بل أقوى وأغنى بلدان العالم.. ورغم ذلك تستمر لخمس سنوات… هذا يعني أنك تتمتع.. على الأقل بدعم أكثر من نصف السوريين".

 

ونفى الأسد في حواره أن تكون لديه "عيادة خاصة" في بريطانيا أو سوريا قبل أن يصبح رئيساً، بصفته خريج كلية الطب.

 

وعبّر عن "سعادته" بعمله "كرئيس" لسوريا إنما ليس كمهنة، بل كخدمة، وأضاف: "أنا الآن أستمتع أكثر بكثير عندما أقدم المساعدة لشريحة أوسع من المجتمع السوري مما لو كنت طبيباً". مضيفاً "لا أعتقد أن عمل الرئيس هو مهنة، إنه خدمة عامة لبلاده وشعبه".

 

كانت قد بدأت روسيا في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي حملة جوية في سوريا تقول إنها موجهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية هناك، لم تستهدف ضرباتها لهم سوى 6 % من حملتها الجوية، ومعظم الضربات الأخرى موجهة على عدة فصائل مقاتلو المعارضة السورية بعدة مدن سورية أبرزها حلب ودير الزور، دعما للعمليات العسكرية لقوات النظام السوري.

 

وبدأ الجيش السوري والقوى الموالية له منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي عمليات برية في محافظات عدة بغطاء جوي روسي، إلا أنه عاد وخسر كافة المناطق التي استعادها خلال هذه الفترة في ريف حماة الشمالي (وسط سوريا).

وقد تكون محافظة حلب شهدت على التقدم الأكبر لقوات النظام السوري خلال أكثر من شهر على الضربات الجوية الروسية في سوريا، اذ إنه استعاد عددًا من القرى والبلدات في ريفها الجنوبي من أيدي الفصائل المقاتلة المعارضة له ولنظامه، وصولاً إلى خرق الحصار الذي كان يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على مطار كويرس العسكري، لتستمر المواجهات بينهما هناك للآن دون التوصل لحسم السيطرة عليه بشكل كامل لصالح أي من الجانبين.

وانتهت مفاوضات في فيينا بين الدول الكبرى، وبينها الولايات المتحدة وروسيا، الشهر الحالي بالتوصل إلى جدول زمني للمرحلة الإنتقالية في سوريا يتضمن وضع دستور جديد بعدها بستة أشهر واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متفق عليه بين السوريين بعد 18 شهرًا. إلا أن البيان الختامي استمر بالخلاف حول مستقبل الأسد بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأكد الأسد بأن من "حقه" الترشح لفترة رئاسية جديدة بحال تم التوصل لإجراء فترة رئاسية مبكرة، مشيرًا إلى أنه "من المبكر جدًا القول، سأترشح أو لا أترشح". وأضاف: "ذلك يعتمد على ما أشعره بالفترة الحالية حيال الشعب السوري، أعني ما إذا كانوا يريدونني أو لا.. لا نستطيع التحدث عن أمر سيحدث ربما في السنوات أو الأشهر القليلة القادمة".

جرت آخر انتخابات رئاسية في سوريا في حزيران/يونيو 2014، بعد أن تم وضع دستور جديد فصل على مقاس بشار الأسد ونظامه للاستمرار لمدة أطول في السلطة، حيث أعيد انتخاب الأسد لفترة رئاسية ثانية جديدة من سبع سنوات بحصوله على 88.7 % في المئة من الأصوات، وسط مناخ لم يكن مهئ أبدا لاجراء انتخابات حقيقية، مع دمار كبير بالبنية التحتية في الكثير من المناطق السورية المختلفة ومقتل مئات الآلاف وجرحى واعاقات دائما كثر آخرين، ونصف من الشعب السوري مهجر داخل البلاد وخارجها، مع استمرار المعارك بين النظام وفصائل المعارضة المختلفة.

وبحسب الأسد قال: "لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب"، وبعد ذلك فإن "الخطوة الرئيسية في ما يتعلق بالجانب السياسي للأزمة هي مناقشة الدستور، لأن الدستور سيحدد النظام السياسي وسيحدد مستقبل سوريا".

وتحدث عن اطار زمني للعملية السياسية المقبلة بعد "إلحاق الهزيمة بالإرهابيين" من "فترة أقصاها سنة ونصف إلى سنتان لتنفيذ كل شيء"، وما يتضمن ذلك من وضع دستور واجراء استفتاء.

واتهم الأسد في المقابلة الغرب باعتماد "معايير مزدوجة" في سوريا فهم "الذين دعموا الارهابيين"، بحسب قوله، وباستغلال صورة جثة الطفل الان الكردي على أحد الشواطئ التركية. وقال إن: "تلك الصورة استخدمت كأداة دعائية من قبل الغرب، وللأسف بطريقة مروعة".

وتابع: "عانى أولئك الناس وذاك الصبي وأطفال كثر آخرون وقتلوا بسبب السياسات الغربية في العالم، وفي هذه المنطقة من الشرق الأوسط وبشكل خاص في سوريا".



loader
 
قـلوبنا معك غـزة