الشهيد صاحب الصوت الشجي!

 

 

– يمتنع طلبة الحادي عشر التجاري في مدرسة ذكور بيت ساحور، منذ ثلاثة ايام عن الالتحاق بمقاعد الدراسة حدادا وحزنا على استشهاد رفيقهم الطالب مأمون الخطيب الذي قتله جنود الاحتلال على مفترق "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم منتصف الاسبوع بدم بارد.

بدت مدرسة ذكور بيت ساحور الثانوية شرق بيت لحم، شبه خالية، الجميع من طلبة ومعلمين في حالة ذهول بينما تخيم على المكان حالة من الحزن وعدم التصديق، فالطالب النشيط في دراسته وبين زملائه اختفى فجأة!

يشهد للطالب مأمون تفوقه في التحصيل الاكاديمي والتزامه التام بالحضور وعدم التغيب، لذا فقد حصل على اعلى معدل في اختبارات نصف الفصلية أو ما يعرف بـ "شهادة الشهرين" بالفرع التجاري وحاز على المركز الاول بين زملائه.

 

 

الشهيد مأمون (16 عاما) عرف بصوته الجميل وبمشاركته الدائمة في الاذاعة المدرسية اضافة إلى مشاركاته في مختلف الفعاليات والنشاطات التي تقيمها المدرسة، وكان اخر تلك النشاطات مشاركته في حفل احياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات حيث قدم اغنية "الكوفية".

يقول الطالب فادي فرارجة زميل وصديق الشهيد مأمون، "حقيقة نحن نفتقد مأمون لانه كان الروح الحلوة والمرحة والاكثر نشاطا في الصف، ويساعدنا في حل واجباتنا، أما اليوم فقد غابت كل هذه الاشياء الجميلة".

يحب الشهيد مأمون ممارسة كرة القدم وكان عضوا في فريق المدرسة، لكنه كان يمضي وقتا طويلا في لعب رياضة "تنس الطاولة" في وقت فراغه.

 

الاستاذ سميح العمور مدرس مادة المحاسبة ومن اكثر الاساتذة الذين كانوا يلتقون بالشهيد مأمون خصوصا أنه يشرف بشكل مباشر على صفه الحادي عشر التجاري. يقول "كنت التقي بمأمون بمعدل 3 مرات كل يوم فهو طالب مجتهد ومهذب وتجده مشاركا وفعالا اثناء الحصص ويحرص على حل واجباته المدرسية".

ويتابع الاستاذ سميح "نحن متأثرون جدا لفقدانه، نفتقده كل يوم، كل لحظة، ولا ندري كيف سنكمل السنة الدراسية بغيابه ".

وقال مدير مدرسة ذكور بيت ساحور الثانوية سميح سليمان  "نحن من معرفتنا بالشهيد مأمون خلال دراسته فهو من الطلبة المميزين بالمدرسة وملتزم بسلوكه وادبه داخل وخارجها وكان واحدا من الطلبة المبادرين والمجتهدين في نشاطات المدرسة".

وأضاف المدير "نحن في المدرسة نفند الرواية الاسرائيلية بأن مأمون كان يحاول تنفيذ عملية طعن لاسيما أنه ليس طالبا عدوانيا ولا توجد لديه أي مشاكل نفسية أو شخصية أو ما شابه ذلك".

ويتابع "اخر حوار جرى بيني وبين مأمون كان قبل ايام قليلة من استشهاده حين كان من المقرر أن يأتي والده إلى المدرسة لاستلام شهادة الشهرين، فجاء مأمون الى مكتبي وسألني، ماذا تريد ان تقول لأبي عني؟، فأجبته بأنك طالب متجهد ومنيح، لكن لم يأت والده لاستلام الشهادة لأن مأمون حصل على شهادة أعلى وهي شهادة الاخرة".

واستشهد مأمون الخطيب يوم الثلاثاء الماضي برصاص جنود الاحتلال على مفترق غوش عتصيون جنوب بيت لحم بزعم طعنه مستوطنا وهي التهمة التي يلفقها جنود الاحتلال لضحاياهم من الاطفال.

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة