اعتبرت أن السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا فرّوا من نظامه
ميركل تستبعد أي تعاون مع الأسد في مكافحة داعش في سوريا


ميركل: من يلقي براميل متفجرة على شعبه لا يمكن أن يستمر رئيسًا

استبعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في مقابلة نشرت السبت، أي تعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد في مكافحة "تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا، معتبرة أن "معظم" السوريين، الذين لجأوا إلى أوروبا، فرّوا من نظامه.

فقد قالت ميركل لصحيفة أوغسبورغر الغماينه يوم السبت 12-12-2015م، بأن "التحالف الدولي ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية لا يشمل الأسد وقواته. علينا ألا ننسى أن معظم اللاجئين، الذين جاؤوا إلينا إلى ألمانيا فرّوا من نظام الأسد".

وأضافت "بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا يشكل تهديد كبير، لكن بالمقابل بشار الأسد مستمر في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه، ولا يمكن أن يكون له مستقبل على رأس الدولة السورية"، داعية إلى "حل سياسي" للنزاع هناك بالتفاوض بين النظام ومعارضيه من دون الأسد.

وتوجهت طائرتا استطلاع من طراز تورنيدو وأربعون جنديًا ألمانيًا من قاعدة ياغل غرب المانيا إلى تركيا في إطار مساهمة برلين في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وكان النواب الألمان وافقوا على انتشار 1200 جندي، وست طائرات، للمشاركة والمساهمة فيما يخص العمليات العسكرية الدولية الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا دعماً لفرنسا بعد اعتداءات باريس.

وقررت برلين خصوصًا المشاركة في مهمات استطلاع، وارسال فرقاطة إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول. لكن الجيش الألماني سيشارك في مهمات إستطلاعية على سوريا مطلع العام المقبل 2016، ولن يقدم خلال فترة قريبة على أي عمليات قصف جوي على سوريا خلافا لفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وأضافت ميركل بهذا الصدد: "عن اعتقادها بأن ما قدمته بلادها ألمانيا من دعم في مكافحة تنظيم "داعش" حتى الآن حقق نجاحاً".

وقالت: "استطاعنا بهذا الدعم وبتدريب قوات البيشمركة الكردية في العراق وسوريا أن نسهم في إمكانية استعادة أجزاء كبيرة من المدن من تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكي يتم التهيئة لعودة الأهالي من جديد لتلك المناطق".

يذكر أن الجيش الألماني أعلن رسمياً بأنه يدرب وحدات من المجموعات المقاتلة التابعة للأكراد بكل من العراق وسوريا منذ شباط/فبراير الماضي، ومن المنتظر أن تقوم طائرات ألمانية طراز تورنادو اعتباراً من شهر يناير المقبل بعمليات استطلاع انطلاقاً من الأراضي التركية لدعم الحرب على "داعش" في سوريا، كما تشارك الفرقاطة الألمانية أيضاً "أوجسبورج" في الحملة الدولية على سوريا لمحاربة التنظيم هناك". 

وأكدت ميركل: " على ضرورة إقتران الوسائل العسكرية بمفاوضات سياسية جادة ومساعدات تنموية ومساعدات لإعادة الإعمار في سوريا، مشيرة إلى أهمية ذلك في ظل الأعداد الكبيرة للاجئين المتوافدة من سوريا إلى ألمانيا وأوروبا يومياً، لكن قبل اتمام كل ذلك ألمانيا ما زالت مستعدة بالاستمرار بفتح بابها أمام اللاجئين السوريين فهو واجبنا لأناس مدنية هربت من أهوال النزاع في بلادهم".

وقالت: "بأن ألمانيا استقبلت نحو مليون لاجئ فروا من الحرب والفقر وتوقف العمل والتعليم وسبل الحياة في بلادهم".

وأضافت: "بأن هناك وهم وخطأ حول الإعتقاد بأن مشكلة الحل في سوريا لعودة اللاجئين وإنهاء الحرب فيها هو محاربة داعش هناك فحسب، هذا لا يكفي بل هناك شرط أساسي إضافي وهو رحيل الأسد عن السلطة السورية، فاستمراره في الحكم غير ممكن أبداً وهو يصر على الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه".

وأوضحت: "بأن الكثير من هؤلاء يتمنون العودة إلى بلادهم سوريا من جديد لكن من بعد أن يتوقف الأسد عن وحشيته ضد الشعب السوري ومنشآت سوريا، فهو أساس المشكلة لما آلت إليه تلك الأوضاع المأساوية في بلاده".

وتابعت ميركل كلامها: "بأن ليس من السهل على أي مرء أن يترك موطنه وبلاده التي نشأ بها طوال حياته".

وتسبب قرار المستشارة الألمانية في مطلع أيلول/سبتمبر الماضي بترحيبها بطالبي اللجوء ممن هم قادمون من سوريا إلى ألمانيا، إلى انقسام حاد مع وضد قرارها من قبل الاتحاد الأوروبي، ورغم معارضة الكثيرين لها حول هذا القرار وبأنها ساهمت بزيادة اللاجئين بشكل كبير في أوروبا، إلا أنها استمرت بتبني هذا القرار للآن".

كما دعت أيضاً ميركل الإتحاد الأوروبي إلى المساهمة من قبلهم لزيادة التعاون مع تركيا لمساندتها في حربها ضد الإرهاب ولتأمين حدوها مع سوريا".

ودافعت ميركل عن مهام جنود الشرطة والجيش الألماني في الخارج بقولها: "هم يدافعون عن أمننا خارج ألمانيا".



loader
 
قـلوبنا معك غـزة