بالتزامن مع هدم بيتهم .. والدة الشهيد مهند الحلبي " أخدوا قطعة من روحي .. بدي أحزن على بيت !

 

 

هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بعد منتصف الليلة الفائته منزل الشهيد مهند الحلبي ببلدة سردا شمال مدينة رام الله بالكامل.

يذكر أن الشهيد مهند الحلبي 19 عاما، كان يدرس الحقوق في سنته الثانية، في جامعة القدس أبو ديس ، وهو الابن الثاني للعائلة بعد شقيقه الأكبر محمد، إلا أنه تميز بالجرأة الواضحة والهدوء على حد وصف أفراد عائلته. 


تواصلت " دنيا الوطن " مع والدة الشهيد مهند الحلبي والتي أوضحت أن قوات كبيرة من جيش الإحتلال إقتحمت منزلهم في ضاحية الريحان ببلدة سردا عند الساعة الحادية عشر ليلاً وأغلقت كل المداخل والطرق المؤدية إليه وبدأت بعملية الهدم. 

وأفادت الحلبي أن عائلتها قد تسلمت قرارا بهدم منزلها قبل عشرة أيام، وهذه المهلة تنتهي مساء أمس الجمعة، وذلك بعد رفض محكمة الإحتلال العليا التماساً رفعته العائلة ضد قرار الهدم ". 

وأضافت " بعد ما مهند إستشهد ما بهمني شئ، قتلوا إبني الي هوا قطعة من روحي، بدي أزعل على بيت من حجر بعد هيك !" وأردفت أن البيت يحمل ذكريات مهند وغرفته وصوره ولكنه أمر الله وقد وقع عليهم على حد تعبيرها. 

وأوضحت أن عائلتها كانت تسكن عند أقاربهم منذ إستلامهم لأمر الهدم ولكن الان قاموا بإستئجار بيت للسكن لأن الامر أصبح دائم، موضحة أنهم لم يتلقوا أي دعم أو وعودات من أي جهات رسمية كانت أو غير رسمية. 

من الجدير بالذكر أن مهند  يُعتبر مفجر إنتفاضة القدس، حيث نفذ عملية طعن في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس، وتمكن من خطف مسدسه وإطلاق النار على عدد من الاسرائيليين المتواجدين في المكان، قبل أن تصل قوات خاصة تابعة للشرطة الاسرائيلية وتطلق النار عليه، وقد أسفرت عمليته عن قتل إسرائيليان إثنان وهما رجل وزوجته " 40 عاماُ" وإصابة آخران بجروح. 

وكانت عمليته كرد فعل على إستشهاد ضياء التلاحمة زميله في الجامعة ورفيقة في الرابطة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في جامعة القدس أبو ديس، بالإضافة للمدايقات الإسرائيلية اليومية للمرابطات في المسجد الأقصى. 

 

مهند عقد العزم على الثأر لروح ضياء ، وقد قبل رأس والد الشهيد تلاحمي ووعده بالثأر وقد حدث ذلك بالفعل وصدق وعده .

 


عن مهند .. تقول والدته خلال حديث لها" مهند كان طفل شقي يحب اللعب، لكنه عندما كبر قليلاً تحول إلى شاب هادئ جداً خلوق ومحبوب من الجميع ". 

وتضيف والحزن يخيم على صوتها، لقد ودعنا جميعا قبل ليلة إستشهاده، حيث قام بتقبيلنا كلنا، ولكن كل واحد على حدا حتى لا نشعر بشئ وقد أصر على النوم بجانب شقيقة الصغير.

وتكمل " لقد رفضت أن يقوم بتقبيلي ودخلت إلى غرفتي للنوم وقد أغلقت الباب ولكنه أرسل أخيه الصغير لكي يخرجني وجاء وقبلني رافضاً أن يؤجلها حتى الصباح". 

لقد توقع مهند أن تبدأ الإنتفاضة الثالثة وكتب ذلك في منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، ولكنه لم يعلم أنه مفجرها وفتيل إشتعالها. 

 


  

وقد نشر الأستاذ محمد عليان والد الشهيد بهاء عليان مسواة لوالد الشهيد مهند الحلبي بالتزامن مع هدم بيتهم قائلاً " الى والد الشهيد مهند الحلبي .. المهند سبق البهاء الى السماء .. وانا سبقتك الى العراء .. في السماء السكينة وعناية الملائكة .. وفي العراء خيمة تحرسها الريح .. وبين العراء والسماء .. اقوياء انت وانا 
كما المهند والبهاء .. كن بخير فالحجر ليس اغلى من الروح
تلكم هي وصية الشهداء ". 

 



 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة