البوتوكس... بين الحاجة والموضة!

 

 

مع رواج البوتوكس كوسيلة تجميلية تساعد على الحد من آثار التقدم في السن ومكافحة التجاعيد، أصبح اللجوء إليه يتم بطريقة عشوائية أحياناً وفي مختلف الأعمار، سواء كانت هناك حاجة إليه أو لا.
وكأن اللجوء إليه لم يعد لحاجة معينة، بل صار أحياناً موضة تتشجع المرأة عموماً على مواكبتها وهي في سن صغيرة وإن لم تكن تحتاج إلى ذلك.
الطبيب الاختصاصي في جراحة التجميل والترميم رولان طعمة أوضح متطلبات اللجوء إلى البوتوكس بغض النظر عن سن المرأة، مركزاً على أهمية الحفاظ على المظهر الطبيعي والابتعاد عن الشكل الجامد الخالي من التعبير.

بات اللجوء إلى البوتوكس منتشراً اليوم بشكل واسع، وكثيرات يتجهن إليه تلقائياً لاعتباره من مظاهر عناية المرأة بجمالها. إلى أي مدى يعتبر هذا صحيحاً وصحياً؟
مما لا شك فيه أنه ليس مسموحاً اليوم أن تهمل المرأة الأربعينية نفسها ووجهها وجمالها. وحفاظها على جمالها يعتبر أساسياً في هذه المرحلة على أن تختار الطبيب المناسب لإجراء حقن البوتوكس للحصول على النتيجة الطبيعية ولتجنب النتائج المؤسفة التي نشهدها بكثرة بين النساء. كما أن حفاظ المرأة على توازنها النفسي وتفكيرها المنطقي مسألة ضرورية أيضاً في ما تطلبه لتكون النتيجة أفضل.

لكن هل من الطبيعي والصحي أن تلجأ المرأة إلى البوتوكس في سن مبكرة وإن لم تظهر أي تجاعيد على وجهها؟
من الخطأ القول إنه بقدر ما يتم اللجوء إلى البوتوكس في سن مبكرة، يكون ذلك أفضل. صحيح أن البوتوكس يعمل على الوقاية من التجاعيد، لكن يُفضّل اللجوء إليه عند الضرورة وليس عشوائياً.

بالتالي، من أي سن يمكن اللجوء إلى البوتوكس؟
في رأيي، ما من سن معينة للبدء باللجوء إلى البوتوكس، بل المسألة ترتبط بالشخص وما إذا كان يعبّر كثيراً بعضلات وجهه أو لأي اسباب أخرى. في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى البوتوكس فوق الحاجبين في سن مبكرة، أي في العشرينات أو في بداية الثلاثينات.
بشكل عام، يمكن البدء بالبوتوكس في الثلاثينات وهو العمر الأنسب. لكن يمكن ان تكون المرأة في الأربعين من عمرها ولا تحتاج إليه أبداً. تختلف الحاجة وفق الحالات.

هل صحيح أن اللجوء إلى البوتوكس في سن مبكرة يساعد على الحد من التجاعيد وقد يخفف الحاجة إليه لاحقاً؟
إذا لم تكن هناك حاجة للبوتوكس فمن الأفضل عدم اللجوء إليه في سن مبكرة. أما بالنسبة الى الأشخاص الذين تظهر عليهم التجاعيد حتى من دون تحريك الوجه أو التعبير، فالأفضل اللجوء إليه للتخفيف منها لاحقاً. وبشكل عام، يعتبر الاشخاص الذين يفكرون كثيراً بالأمر، أكثر عرضة من الآخرين لظهور هذا النوع من التجاعيد.
والأمر نفسه بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعملون طوال النهار تحت أشعة الشمس. في هذه الحالات، من الأفضل البدء بالبوتوكس في سن مبكرة للحصول على نتيجة فضلى والحد من ظهور التجاعيد لاحقاً. لكن اللافت أننا نصادف في لبنان الكثير من الحالات التي لم تعد تتجاوب مع البوتوكس بعد سنوات من بدء اللجوء إليه، فيما من المفترض أن يصبح تأثيره أقوى مع الوقت.

هل من نساء يستفدن أكثر من غيرهن من البوتوكس وتكون نتيجته فضلى معهن؟
بشكل عام، تواجه المرأة ذات البشرة الجافة، مشكلة التجاعيد أكثر من الأخريات، وفي الوقت نفسه تستفيد أكثر في البداية مع اللجوء إلى البوتوكس. لكن المشكلة تكمن في مرحلة يصبح فيها البوتوكس غير مفيد، أي عندما تكون التجاعيد عميقة في الوجه فتصبح فاعليته أقل، خصوصاً إذا لم تلجأ المرأة الى البوتوكس في مرحلة مبكرة ولا يكون التحسن إلا بنسبة 40 أو 50 في المئة.
وقد يكون الحل عندها في الـ Fillers. أيضاً بالنسبة إلى الوجه الذي يعبّر بكثرة، يعطي البوتوكس نتيجة رائعة ويظهر إشراقاً رائعاً في الوجه. في النهاية، يبقى البوتوكس هو العلاج الأفضل والأكثر فاعلية للتجاعيد بالنسبة إلى سعره.

كيف يعمل البوتوكس؟                           
البوتوكس عبارة عن سُم يشلّ العضلات.

هل يترك آثاراً عند حقنه؟
يترك البوتوكس آثاراً بسيطة في موضع الحقنة. أما النتيجة فتبدأ بالظهور خلال 4 أيام وتتحسن تدريجاً خلال 10 أو 15 يوماً. فالبوتوكس يعمل على تخفيف قوة عضلات الوجه من دون أن يشلّها فلا تعود التجاعيد ظاهرة.

كثيرات ممن يلجأن إلى البوتوكس يواجهن مشكلة الجمود في الوجه وغياب التعبير، هل هذه نتيجة عادية للبوتوكس؟
الخطأ الذي يحصل مع بعض الأشخاص الذين يلجأون إلى البوتوكس أنهم عندها يضحكون تبدو وجوههم مشدودة عند طرف العينين فلا يعبّرون بالشكل الصحيح. فأي تجعيد بسيط قرب العينين يعطي مظهراً طبيعياً جميلاً حتى لا تبدو الضحكة جامدة.
وهذا عنصر أساسي عند اللجوء إلى البوتوكس حفاظاً على جمالية التعبير في الوجه. من جهة أخرى، من الخطأ تجميد الجبين ورفع الحاجبين مما يعطي نتيجة غير طبيعية. ومن المؤسف أن بعض النساء يطلبن ذلك فتبدو المرأة وكأنها مندهشة طوال الوقت.

إلى أي مدى تدوم فاعلية البوتوكس؟
نظرياً، من المفترض ان تدوم النتيجة من 3 أشهر إلى 6، وقد تتراجع المدة، لأن العمل يجري حالياً للحصول على نتيجة طبيعية أكثر. كما أن حَقن البوتوكس بشكل دائم يضعف العضلة ويؤدي التكرار الى نتيجة إيجابية. لكننا لا نرى هذا في الواقع، حيث نلاحظ مع الوقت أشخاصاً يقاومون المستحضر.

 ما الذي يساهم في ذلك ويزيد الحاجة إلى البوتوكس؟
قد يؤثر أي عامل في فاعلية البوتوكس وزيادة الحاجة إليه. كما تؤثر سلباً كثرة الرياضة والمبالغة في التعبير بعضلات الوجه وزيادة حجم عضلات الوجه.

هل تبدو حاجة الرجل إلى البوتوكس مشابهة لحاجة المرأة؟
تختلف الكتلة العضلية بين الرجل والمرأة. فقد يحتاج الرجل إلى جرعات كبيرة.


 في أي عمر تتراجع فاعلية البوتوكس وتزداد معه الحاجة إلى وسائل أخرى؟
لا سن معينة ينتهي معها مفعول البوتوكس. وثمة اليوم وسائل عديدة غير جراحية تساعد على الحد من آثار الشيخوخة، منها الـLiquid Facelift.
لكن حتى مع اللجوء إلى مختلف الوسائل المتوافرة فلا بد من البوتوكس لشد الجبين مثلاً، وذلك رغم اللجوء إلى عملية شد الوجه. أياً كانت سن المرأة، يعتبر حفاظها على جمالها أساسياً، لكن من المهم الحفاظ على المظهر الطبيعي الذي يبقى الأجمل.

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة