ماريوس كدزيشى».. ينسج حياة بقلم رصاص وبدون ذراعين

 

 

يعتقد جمهوره أنه حقق حلمه وبلغ هدفه بالفعل، إلا أنه لا يزال يسبح فى دنياه نحو حلمه اللانهائى، كحال إبداعه غير المحدود، يلغى حدود الخط ويعبرها مجسدًا شخوصه فقط بقلمه الرصاص.

 

الفنان البولندى ماريوس كدزيشى، يمكنك أن تطلق عليه "فنان الحلم الواقعى"، ويمكنك أن تتذكره كلما قرأت عن هوانج جوفو، الفنان الصينى، الذى لم تبعده حادثة تعرض لها فى صغره واضطر على أثرها الأطباء إلى بتر يديه الاثنتين عن الرسم، إذ رسم بقدمه وفمه إذا لزم الأمر.

 

 

أو حتى كلما نظرت إلى لوحات الفنان الفلسطينى محمود المقيد، الذى تحدى عجز بصره وواصل الرسم، أو الفنان أحمد عياد إبراهيم الذى مشى على خطى "جوفو"، ورسم كذلك بفمه، متحديًا إعاقته، والأكيد أنك دائمًا ستتذكر هيلين كيلر "الصماء البكماء العمياء"، أشهر أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، والتى تعتبر أحد رموز الإرادة الإنسانية، إذ تغلبت على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية، لما قاومته من إعاقتها.

 

 

تتذكرها وهى تقول: "هناك من يسمع ولا ينصت، ينظر ولا يرى، يشعر ولا يحس، وعلمت أن العمى عمى القلب وليس البصر"، أو كما قالت: "بكيت لأننى لا أملك حذاء، حتى اليوم الذى رأيت شخصًا لا يملك قدمين"، "كل شىء له نكهته، حتى الظلام والصمت، وأنا تعلمت أن أكون سعيدة بصرف النظر عن الحالة التى أنا فيها".

 

 

ولد بدون ذراعين، إلا أنه تحدى إعاقته، وامتهن الرسم، منتميًا إلى المدرسة الواقعية، مهتمًا بتقديم بورتريهات بالقلم الرصاص، وكأنه ينسج ذراعيه وملامحه بالقلم الرصاص، وما يزال "ماريوس" فى مقتبل حياته، ويعرف نفسه قائلًا: اسمى ماريوس كدزيشى، أنا الفنان البولندى البالغ من العمر 23 عامًا، ولدت بلا ذراعين، وحلمى أن أرسم لوحات واقعية.

 

 

أما جمهوره المتعصب لفنه، دائمًا ما يردد خلفه عبارات "إذا كان لديك شغف لا تتخلى أبدًا عن أحلامك"، "هل هذه اللوحات مرسومة حقًا! إنها شخوص حية، أود أن أقول إنك أنجزت حلمك فى رسم الواقعى"، "ماريوس، أنت رائع، لقد حققت حلمك، حافظ على نجاحاتك، كن كما أنت شجاعًا".

 

 

 

 

 

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة