حنان الحروب... فخر معلمي ومعلمات فلسطين

 

ها هي المعلمة الفلسطينية، المثابرة والمجددة، والتي انتمت بعمق لرسالتها التربوية الوطنية والانسانية، ترفع علم فلسطين عاليا خفاقا في سماء انبل مهنة هي التعليم، تنتصر على الفقر وشح الموارد بالارادة وربط القيم الوطنية بقيم الانجاز، لتتسنم هرم المعلمين في العالم، وهذا فخر لها اولا، وفخر لفلسطين الوطن والشعب ثانيا، وفخر لمعلمات ومعلمي فلسطين ثالثا، فلا يدعين أحد انه كان وراء هذا النصر الذي كانت امه حنان وابوه تصميمها على تحقيق الانجاز فهذا نصر ليس له اكثر من أب وام. فلتشمخ حنان ولتشمخ فلسطين بهذا الانجاز فهو ليس اكبر صحن تبولة، ولا اكبر صينية كنافة، انه افضل من يزرع القيم والعلم في عقول الاطفال في العالم.

انه انجاز قائم على فعل انساني جوهري، لا حفلة استعراض كمي وشكلي عانينا منه فترة في سبيل ان نقول نحن هنا، في هذا اليوم تنتصر فلسطين والعالم لمعلميها الذين اثبتوا انهم درع الثقافة والذاكرة الوطنية الحقيقيين، والجنود المجهولين، الذين يعطون في كل الظروف القاسية وفي ظل شظف العيش، وغياب التجهيزات التربوية الحديثة.

فالتعليم ليس مجرد استعراض لتكنولوجيا الكترونية، انه حس انساني بضرورة بناء الانسان جوهريا، وبالتالي فان ما حققته المربية حنان، تجاوز الشكلي الى الجوهري، الامر الذي يرسم علامة دليلية على ضرورة تغيير فلسفة ونظام التعليم لدينا، وبما يفسح المجال واسعا للابداع.

هؤلاء المعلمون الذين اثبتوا في حركتهم الديمقراطية انهم لا يلقنون القيم بل يمارسونها، والذين ماطلتهم الحكومة في مطالب ليست صعبة، واشاحت بوجهها عنهم، يرفعون اسم فلسطين عاليا، ليتراكض نهازوا الفرص الى قطف ثمرة لم يرعوا شجرتها، بل حاولوا تعطيشها، ورغم ذلك فقد شقت جذورها مفاصل الصخر واشتد ساقها عنيدا وعصيا على الكسر.

كما انجزنا في التعليم حنان الحروب وغيرها هناك كثير من المبدعين يجب التفتيش عنهم ورعايتهم، نجدهم في المدارس والجامعات والمعاهد طاقات تعطلها البيروقراطية والاستخفاف.

وكما انجزنا بحنان، يمكن ان ننجز في الصناعة والزراعة، يمكن ان ننجز في كثير من المجالات، لو تعاملنا بجدية ومسؤولية مع طاقاتنا، لو شطبنا المحسوبيات من قواميسنا، لو وضعنا ذهنية الاستهلاك جانبا، وكرنا بالانتاج، لو تخليا عن لازمة "شبه وطن، شبه دولة، شبه تعليم وشبه زراعة" لنؤسس للواقع الحقيقي الذي يجب ان يكون، حينها يصبح كل عمل مقاومة، حينها يصبح للجماهير مشروعها الذي تدافع عنه وتبنيه وتطوره.
نحتاج كثيرا الى بناء نظام جديد للقيم، ونظام جديد للحياة، كيما نحقق الحرية التي ننشد
مبروك لحنان وللمعلمين والمعلمات، هذا انجازكم، فتعهدوه بحمايتكم له.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة