من بين أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية»
الجيش السوري يعلن سيطرته على مدينة تدمر
الجيش السوري يسيطر على تدمر ويعد بطرد «داعش» من معاقله الرئيسية
عناصر من الجيش السوري بعد سيطرتهم على مدينة تدمر في سوريا

أعلن الجيش السوري أنه نجح وبدعم جوي روسي بالسيطرة على مدينة تدمر الأثرية في سوريا من بين أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية». وتعتبر هذه الخطوة هي الأهم لروسيا ضد التنظيم منذ بدء تدخلها في سوريا في 30 أيلول/سبتمر الماضي.

وتعتبر استعادة المدينة الأثرية بالنسبة للجيش السوري هو أهم نصر يتحقق بالنسبة له على التنظيم منذ ظهوره في سوريا في بداية عام 2013.

فقد سيطر الجيش السوري على أهم المعاقل الرئيسية لمدينة تدمر الأثرية «وسط سوريا» من بين أيدي التنظيم بدعم جوي روسي يوم أمس الأحد 27-3-2016م.

ويعد هذا التقدم هو الأكبر والأهم لقوات النظام السوري على حساب تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ نشأته في سوريا عام 2013.

وكان دور روسيا الحليفة الأكبر بعد إيران لنظام الرئيس بشار الأسد مهم لاستعادة المدينة الأثرية من أيدي التنظيم، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، ولم يبقى أمام الجيش السوري سوى بلدة العليانية على بعد 60 كم جنوباً لاستعادة المدينة السورية بالكامل، للبدء بعدها بالتفكير لكيفية التقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بشكل كبير لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري مهنئاً إياه على استعادة القوات السورية مدينة تدمر.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: «هنأ بوتين في محادثة هاتفية يوم أمس زميله الرئيس السوري على قيام القوات السورية بتحرير مدينة تدمر من الإرهابيين مشدداً على أهمية الحفاظ على هذا الموقع التاريخي الفريد من نوعه».

وكان مصدر عسكري سوري قال لمراسل وكالة فرانس برس: «بأن من بعد معارك عنيفة نجح الجيش السوري والقوات الموالية له على الأرض يوم أمس، بالسيطرة على مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية، وأضاف أن المتطرفين «انسحبوا من المدينة باتجاه السخنة والبعض الأخر باتجاه الرقة ودير الزور، معاقلهم في شمال وشرق سوريا، من بعد أن تلقوا الأوامر لفعل ذلك من قيادتهم في الرقة، وظل عدد أخر من عناصر التنظيم متواجد في بلدة العليانية في مدينة تدمر، بعد التقدم الواسع لقوات الجيش السوري في المدينة».

وقال: بأن «وحدات الهندسة في الجيش السوري بدأت بالعمل بعد السيطرة على المدينة على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم داخل المدينة الأثرية، التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف بعضها».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «إن معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 180 من الجيش السوري والقوات الموالية له و400 من تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقل التلفزيون السوري الرسمي صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معارك عنيفة قبل سيطرة الجيش السوري، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف، وبعض من الكنوز الأثرية المدمرة والآثار المهمة في المدينة بينها معبدا (با وبعل شمين) بتفجيرهما.

وكان في سبتمبر الماضي قد دمر أضرحة برجية في المدينة قبل أن يهدم قوس النصر الذي يشكل رمز هذه المدينة التي يبلغ عمرها أكثر من ألفي عام، مما خلفه تنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة بعد انسحابه منها بعد أن سيطر عليها في مايو 2015.


وأعلنت موسكو من جهتها أن المقاتلات الروسية قامت بأربعين طلعة في منطقة تدمر في الساعات الـ24 الأخيرة.

ووجهت ضربات إلى 117 هدفاً «إرهابياً»، دعماً لعمليات الجيش والقوات السورية.


فالطيران الروسي وقوات خاصة روسية ومقاتلي حزب الله اللبناني على الأرض كانا عاملان مهمان، لعمليات الجيش والقوات السوري للسيطرة على المدينة، والتي بدأت منذ السابع من شهر مارس الجاري.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر منذ مايو 2015 على مدينة تدمر والتي هي معروفة بآثارها ومعالمها التاريخية، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) سابقاً على لائحتها للتراث العالمي.

وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان نقله التلفزيون الرسمي يوم أمس أن «السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد تنظيم داعش الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة». وأضافت أن الهدف هو «تضييق الخناق على إرهابيي التنظيم وقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها وصولاً إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها».

وتشكل خسارة مدينة تدمر أكبر هزيمة ثانية للتنظيم في سوريا، بعد انسحابه من مدينة عين العرب «كوباني» (شمال سوريا) في يناير 2015 بعد معركة قادتها ضده فصائل مسلحة كردية بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويأتي هذا التقدم الميداني للجيش السوري في المدينة، بعد نحو شهر على سريان الهدنة بين النظام وفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا، تلته جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين الأطراف من النظام والمعارضة، برعاية من الأمم المتحدة في سبيل حل سياسي للنزاع الدائر في البلاد منذ أكثر من 5 سنوات، قتل من خلاله أكثر من 500 ألف شخص وتهجير أكثر من 10 ملايين خارج بلادهم. وتسعى الأمم المتحدة إلى تنظيم جولة ثانية في 9و10 أبريل المقبل.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة