«London Has Fallen».. هل لندن هى التى سقطت أم الفيلم؟

بعد 3 أعوامٍ بالضبط من فيلمهما "Olympus Has Fallen"، يقدم لنا كاتبا السيناريو كريتون روثنبرجر وكاترين بينيدِكْت الجزء الثانى "London Has Fallen"، وهو فيلم تشويقٍ من إخراج باباك نجفى، سيعجبك فقط إن كنت عاشقًا لأفلام الآكشن فى ثمانينات القرن الماضى.

يحتفظ الفيلم بأغلب نجومه، فيعود الأسكتلندى جيرارد بَتلَر مشاركًا فى الإنتاج، إلى جوار دور البطولة بشخصية مايك باننج الحارس الشخصى والصديق المقرب للرئيس الأمريكى، الذى يؤدى دوره أيضًا آرون إكهارت، كما يستمر مورجان فريمان نائبًا للرئيس، ورادا ميتشل زوجةً لمايك.

 

تحاول هوليوود فى الفيلم التغلب على أسوأ كوابيس أمريكا، بمواجهة العملية الإرهابية الأكبر عالميًّا، بل والتغلب عليها والخروج بأقل قدرٍ ممكنٍ من الخسائر. كما هى العادة، هذا هو عصر الإرهابيين المسلمين والكوريين الشماليين، وبما أن شرير الجزء الأول كان كوريًّا، إذن يلزمنا إرهابىٌّ مسلمٌ هو أمير بَرقاوى، الذى يتخذ من اليمن مقرًا لإدارة أعماله، القائمة أساسًا على بيع الأسلحة لحكومات العالم الكارهة للغرب.

 

يقضى برقاوى، السادس على لائحة الإرهابيين المطلوبين لدى النظام الأمريكى، سنواتٍ يخطِّط للثأر من الولايات المتحدة، التى استهدفته بهجومٍ صاروخىٍّ خلال حفل زفاف ابنته، فقتلتها وحوَّلته إلى عدوِّها الأول. يحشد عتاده المهول من السلاح والمرتزقة، يقودهم ابنه كمران، ويقرر تحويل جنازة رئيس وزراء بريطانيا، الحدث الأكثر تأمينًا على مستوى العالم، إلى مقبرةٍ لزعماء الدول الكبرى، ثم قتل الرئيس الأمريكى على الهواء مباشرة.

 

القاعدة التى تقول إن "الأجزاء الثانية من الأفلام الناجحة تكون دائمًا فاشلة" تنطبق هنا تمامًا، "Olympus Has Fallen" كان ممتعًا وحابسًا للأنفاس فى كثيرٍ من أوقاته، لكن "London Has Fallen" مسلٍّ فقط، لا يستحق ثمن تذكرة السينما فى رأيى، يمكنك الانتظار حتى يُعرض على التليفزيون، لن يفوتك كثيرٌ من المتعة. إنه فيلمٌ تشاهده إذا كنت ترغب فى جرعةٍ لا بأس بها من الآكشن، أما إذا كنت تبحث عن "فيلم" جيد، فمكانك للأسف ليس فى قاعة العرض هذه.

 

 

يدور الجزء الأول داخل البيت الأبيض، مكانٌ محدودٌ نجح المخرج أنتونى فوكوَا فى استغلاله لتقديم فيلمٍ مثير، بينما عجز نجفى عن تقديم نفس المستوى من الإمتاع فى الجزء التالى، رغم أنه كانت أمامه العاصمة الإنجليزية بطولها وعرضها لفعل ذلك. تشعر كأن الفيلم أُخرج على عجالة، كثيرٌ من التفاصيل تم إهمالها، مونتاج أقل من المستوى، وظهرت شخصياتٌ ذات مناصب كبيرةٍ فى الواقع عاجزةً عن إيجاد حلولٍ فى "London Has Fallen".

 

لولا وجود بَتلَر وإكهارت لصار من السهل وصف الفيلم بأنه سيئ. هناك كيمياءٌ واضحةٌ بين الممثلَيْن تعضِّدها صداقةٌ خارج اللوكيشن. بَتلَر هو ضابط الخدمات السرية المرافق للرئيس، لكنه لا يلتزم بمواصفات "الحارس الشخصى"، بل يؤدى دورًا أقرب لما يُطلق عليه الأمريكيون "Cool Badass": قوىٌّ شديد البأس، مرحٌ ذو ظلٍّ خفيف، ظهر فى الفيلم كأنه يحاول حماية صديقه الحقيقى فعلًا لا رئيسه.

 

اسم الفيلم: London Has Fallen

 

تاريخ العرض: 4 مارس 2016 (فى أمريكا)

 

تكلفة الإنتاج: 60 مليون دولار

 

الأرباح: 128 مليون دولار (حتى 11 إبريل)

 

التقييم الفنى: 5/10



loader
 
قـلوبنا معك غـزة