اختراع يحلّق بعلاء إلى "ناسا"

 

 

يفخر علاء أبو سلامة باحتلاله المرتبة الأولى في برنامج الريادة العلمية والتكنولوجية للعام 2016،

 

متفوقا على 53 مشاركاً في المسابقة التي تنظمها مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي سنوياً

 

منذ أربعة أعوام. احتل المقدمة وحجز لنفسه مكاناً في رحلة علمية إلى مجموعة من المؤسسات

 

الأكاديمية والبحثية؛ بجهاز لفحص الخصائص الكيمائية والفيزيائية للمواد المنفذة للضوء، تبعًا لزاوية

 

إنكسار الليزر في تلك المواد. ويعتبر المشروع مختبرا متنقلا تقاس من خلاله مثلاً نسبة الكلور في

 

ماء أحواض السباحة ودرجة نقاء الزيوت، من خلال تطبيق على الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "الأندوريد".

 

الاختراع سهل الاستخدام والنقل ويتميز بالأصالة، إذ لم يسجل نظير له في العالم أجمع، وبتكلفة لا تتجاوز

 

50 دولاراً للقطعة الواحدة، فضلا عن النتائج الدقيقة والسريعة التي يمكن الحصول عليها بواسطة التطبيق

 

الذي أعد خصيصاً له.

 

 

"يوفر المشروع الوقت والجهد، فمثلًا إذا أردت فحص نسبة الكلور في المسابح لا يتعين عليك أخذ عينة إلى

 

المختبرات والانتظار فترة طويلة لمعرفة النتيجة، فخلال 28 ثانية يمكن أن تتوصل إلى نتيجة دقيقة،

 

وكذلك الأمر بالنسبة لسوائل أخرى كالزيت"، يقول علاء.

 

العملية بسيطة، توضع المادة المراد فحص نقائها -شريطة أن تكون منفذة للضوء- في وعاء زجاجي أسود اللون،

 

ومن خلال التطبيق تُحدد المادة (ماء، زيت، زجاج، إلخ)، ثم يُعرّض الوعاء لضوء ليزر، وبواسطة الهاتف

 

يجري التقاط صورة لدرجة انكسار الضوء، لتظهر النتيجة على التطبيق مباشرة.

 

يأمل أبو سلامة أن يحصل على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية، ولا يمانع أن تتبنى مشروعه

 

أية جهة خارجية في حال لم يحصل على مراده في فلسطين. باعتقاده "خسارة" أن لا يجد من

 

يأخذ بيده ويدعمه لاستكمال إنجازه.

 

 

تطلب اختراع علاء 6 أشهر ليرى النور، وتم بإشراف رئيسة قسم العلوم وتكنولوجيا المعلومات،

 

معلمة فيزياء في مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة في مدينة البيرة دانية سامر، عملا حتى

 

ساعات متأخرة من الليل في المختبرات من أجل إعداد قاعدة بياناته.

 

"ليس المهم من هو صاحب الفكرة، الأهم العمل بروح الفريق للخروج بمشاريع تمثل فلسطين في

 

المحافل الدولية، فمعظم المشاريع في الوطن العربي يكون مآلها الفشل لأنها تكون فردية. يجب

 

أن نعزز روح الجماعة في العمل". كما يؤمن أبو سلامة.

 

تسخر المعلمة دانية خبرتها العلمية في مساعدة الطلبة للوصول إلى مبتاغهم، وتعتبر داعمًا رئيسًا لهم،

 

ودورهم منوط بالقيام بالأبحاث والتطبيقات العلمية، وتقول: "في مدرسة آل مكتوم لنا تجارب سابقة

 

مع برنامج الريادة العملية الوتكتولوجية، قدمنا 4 مشاريع، واحتلت جميعها مراتب متقدمة في ذات المسابقة،

 

ومعظم الأفكار تحولت إلى اختراعات ومنتجات لفتت الأنظار".

 

اتسم العمل في مدرسة آل مكتوم خلال السنوات الماضية بروح العمل الجماعي، وثنائي المعلم والطالب قاد

 

إلى أعلى درجات الإبداع بعد أن كُسرت الحواجز النمطية. "إرتأت المدرسة السعي وراء رفع إسم

 

فلسطين في المحافل الدولية، والأخذ بيد الطالب الذي تكمن فيه بذرة الإبداع، وبالتالي توجيهه إلى الطريق

 

الصحيح للوصول إلى الأهداف العملية والتميز عن الآخرين. الكثير من الجهات تتسابق لتنبي مشاريع المبدعين،

 

وفرص المبدعين الفلسطينيين عند طرح المشاريع دائمًا كبيرة حين تعرض في المحافل الدولية، وهناك الكثير

 

من النماذج العملية التي حولت إلى أجهزة قابلة للعمل في السوق"، تضيف سامر. أبو سلامة الطالب في الصف

 

العاشر، سيقوده المشروع الذي ابتكره وطوره لأفضل المعاهد والمؤسسات على مستوى العالم، ضمن

 

بعثة من 11 طالبًا من الضفة الغربية وقطاع غزة ستحط في الولايات المتحدة الأميركية في

 

شهر آب/ أغسطس المقبل. ستخضع البعثة لتدريبات في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث سيمارسون

 

قيادة بعض المركبات الفضائية والمكوكات، كما سيدخلون غرفا يحظر دخولها تصنع فيها المواد الدقيقة جداً

 

والتقنيات المستخدمة في علوم ورحلات الفضاء، وسيراقبون الأجرام السماوية. سينطلق رواد البعثة في

 

رحلة تمتد لأسبوعين، يزورون خلالها جامعة "ميريلاند" الأمريكية، وأكبر متحف في العالم بالعاصمة

 

واشنطن، ومعاهد عالمية عريقة، ومن المتوقع أن يكتسبوا من هذه الجولة خبرات تمكنهم من الاندفاع

 

نحو إنجاز مشاريع مميزة وفريدة وأصيلة.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة