أول تقرير عن اللعبة العربية Liyla and The Shadows of War

 

 

اترك كل شىء في يدك،فلو كنت انساناً طبيعاً حراً يتمتع بضميره, فسوف تخوض هذه التجربة بكل حواسك,  خاصةً بعد ان تقرأ هذا التقرير, فكثير من ماَسي أطفال العالم هو وجه قبيح  للمعاناة الإنسانية التي تتنوع فصولها في المدن والأحياء والبلدان ، فبعد أن اغتالت الحرب المئات منهم، اغتيلت الطفولة و من نجا من القتل لم ينجو من التجويع والحصار..

لربما من النادر ان ترى في موقعنا وحتى طوال مسيرتنا في عالم الألعاب اننا نتكلم عن لعبة خاصة بالهواتف الذكية, رغم انتشارها و تطورها الملحوظ, ولكن !! قد يتسائل البعض عن هذا الاستثناء في هذا التقرير الذي سوف يجلعنا نتكلم عن لعبة عربية اذهلتني بتصميمها واصواتها و فكرتها التي سوف توصلها الى كل لاعب عربي او اجنبي طالما لديه مشاعر وأحاسيس, انها لعبة ( ليلى وظِلال الحرب ) حيث انها باتت تكاد ان تصل الى المليون تحميل وحتى في تقييماتها تقترب جداً من النقطة الكاملة ..

ما يميز اللعبة هو ان لديها البعد السياسي في سرد احداثها و قصتها التي كتب مطور اللعبة على انها مبنية على قصة حقيقية !!
ففي البداية ستختار احدى  اللغتين العربية او الانجليزية، و ستتذكر من الوهلة الاولى عند بدايتها أجواء لعبة Limbo التي لاقت نجاح  وتقييمات باهرة على جميع الأجهزة والأنظمة, و أهم ما ستلاحظه رجل يقف داخل مدينة والمتجول فيها سيلحظ  ملامح  ليست كالتي الفناها سابقاً, فسوف تراها ملامح اسلامية من حيث العمران, حيث ستجد المساجد و الأصوات العربية من حين لأخر, و مكتوب على مداخلها مدينة غزة !! فمن منا اذاً لا يعرف غزة ..      

 

 

و بشكل عام نجح مطور اللعبة في تجسيد الواقع المرير التي تعيشه تلك المدينة المحاصرة, من حيث أصوات الأسلحة و الطائرات وأصوات القصف، و دراماكية القصة المبسطة للغاية، لقد جسد أيضا الأسلحة المحرمة التي تستخدم على البشر الأبرياء هناك، مثل سلاح الفسفور الأبيض والقصف الصاروخي لطائرات الـ F16 و ستشاهد ايضاً البوراج الحربية في البحر او طائرات المراقبة التي تعمل بدون طيار فهي ستقوم  بقصف العديد من الاهداف، وستشاهد كيف تُقصف المدارس و المستشفيات و كيف يُستهدف الأطفال العزٌل اثناء لعبهم ، وستدمر محطات الكهرباء و تصبح أجواء اللعبة أكثر ظلاماً حيث لن يضىء لك الطريق سوى الشعلة الحرارية التي ترسلها الطائرات ليس من أجلك !! بل من أجل استهداف أي انسان او جماد أو حيوان ..

 

 

فأنت لن تشاهد هذه الأحداث من منظور لعبة Battlefield  او Call of Duty بأجزائها رغم أن المقارنة ليست في محلها، حيث ستتعارض و جهات النظر بين مطور غربي لن يقوم بتصوير جيشه على انه سىء، بل ستشاهد اللعبة من منظور مطور يعيش داخل تلك المدينة وإستطاع بأمكانيات صغيرة جداً أن يوصل ويجسد فكرة عجزت ملايين الدولارات عن ايصالها في بعض الأحيان..

 

 

شىء أخر تميزت به اللعبة و هو ما حبس انفاسي لبعض الوقت, حيث ستكون الشخصية برفقة ابنته الصغيرى التى تدعى ليلى و سوف تتعرض لمواقف مصيرية, و يجب هنا ان تختار قرارك بحكمة، فأحد الخيارين هو الهلاك لك أو لأسرتك، فلذالك استطاع المطور أن يشعرك بأن الاختيارات جميعها ستشعر بها بالأمان و بذالك ستكتشف فعلاً بأن الاحداث  مبنية على الواقع و ليست خيالية ..
و للعبة بعض العيوب أهمها أنها قصيرة جداً, خاصةً حين تكون متشوقاً لروؤية المزيد من تفاصيل القصة, حيث انها رغم قصرها فقد لخصت 51 من الحرب على مدينة غزة .

 

 و لربما يأتيك أمل وشعور بأنك تستطيع تغيير واقع تلك المدينة ولو من خلال العيش بتجربة شعورية مؤقتة تتحكم فيها ، و لكم البقية فيها  و انني شخصياً في النهاية انصح بتجربها ..

و قد تكلمت عنها وسائل الإعلام العبرية الصهيونية و شنت حملة ضدها و في النهاية قامت شركة ابل بأزالتها من المتجر الخاص بها, و لكنها ما زالت موجودة في متجر جوجل و تستطيع تحميلها على أي جهاز اندرويد من هنـا 

اذاً فقد بات واقع الطفولة في العالم العربي خصيصاً يعاني ويحفل بالكثير من القضايا التي تبعث برسالة لكل من يحمل هم الحرية لإنقاذ جيل بات يهدده الفقر والجوع والجهل والحرمان واغتصاب اراضيه, و هذه اللعبة هي مشهد مأساوي يصورها و يجسدها بعمل درامي  بسيط بأمكانيات بسيطة, ليوصل رسالة واضحة بطريقة مبتكرة  الى أصحاب الضمائر الحية في العالم, ففي النهاية اللاعب  هو جزء من هذا العالم .



loader
 
قـلوبنا معك غـزة