بالبحث عن التميز وجدت أديان عقل قدرتها الخارقة

مواهب فلسطينية كثيرة بحاجة لمن يضعها في سكتها الصحيحة، ومن بين تلك المواهب الطالبة "أديان عقل" من بلدة "بدي" غربي سلفيت، والتي تمتلك قدرة خارقة في الربط بين الأيام والتواريخ، فهي قادرة على تحديد اليوم الذي يوافق أي تاريخ ميلادي تُسأل عنه، وذلك بسرعة عالية وفي أقل من جزء من الثانية.. في السطور التالية نحاول أن نتعرف أكثر على موهبة ابنة التسعة عشر ربيعا وعلى موهبتها..

سعيتُ للتميز

تقول عقل لـ"فلسطين": "منذ كنت طفلة وأنا مهووسة بالتواريخ، وكنت أسعى إلى أن أتميز في أي شيء مهم يجلب انتباه الناس، ولم يتميز به أحدٌ من قبلي، فكتبت الشعر، ولكني لاحظت أنه لم يحقق لي التميز، نظرا لكثر الشعراء، فجرّبت أشياء أخرى مثل كتابة الخواطر؛ ولكن دون جدوى، فلم أحصل على الاهتمام الذي أريده وأصبو إليه".

وعن موهبتها، تضيف: "ومنذ سنتين تقريبا؛ لاحظت اهتمام من حولي بقدراتي المتعلقة بالتقويم، وبمعرفة أيام أعياد ميلاد الأشخاص، حتى أن زميلاتي في المدرسة أطلقن علي لقب (روزنامة)، وكان من يريد معرفة يوم ميلاده أو ميلاد آخرين يسألني"، متابعة: "أما مديرة المدرسة عندما عرضت نفسي عليها قالت إنني أعاني من مرض نفسي، وأنني لست موهوبة، وطلبت من أهلي أن يعرضوني على طبيب نفسي".

وتتابع: "تسببت موهبتي بتراجع مستوايَ الدراسي، حيث كان جل اهتمامي وتركيزي منصبًّا على تنميتها أكثر وأكثر، وهو ما لاحظت أنه يتزايد يوما بعد يوم كنتيجة للجهد الذي أبذله، وللاهتمام الذي ألقاه من زميلاتي وأصدقائي والناس عموما".

وتوضح عن تفاصيل موهبتها: "بفضل الله، أستطيع معرفة اليوم لجميع السنوات الميلادية، بدءًا من السنة الأولى حتى المليون، وذلك في أقل من ثلاث ثوان، وهو ما يفاجئ كل من قابلني".

سألناها عن اليوم الذي يصادف تاريخ "21/ 11/ 1966" فأجابت على الفور "الاثنين"، وعند تزويدها بتاريخ "31/ 12 /2100" ردّت سريعا ودون تفكير أو حسابات "الجمعة".

وتؤكد عقل أن أي تاريخ أو مناسبة وطنية أو سياسية، بشرط أن يمر عليها، يبقى عالقا في ذاكرتها، لافتة إلى أن "موهبتي ربانية وفطرية، لا أعرف كيف حزتها، وليس لدي تفسير بشأنها، إلا أنها منحة ربانية".

وحاليا أكثر ما يزعجها هو كثرة الأسئلة التي تتلقاها من الناس عن الأيام والتواريخ، وهو ما جعلها تعزف عن الخروج من البيت كثيرا حتى لا تلتقي بمن يواصل طرح الأسئلة عليها.

وعن اختيارها دراسة الشريعة قبل اكتشاف موهبتها، تقول: "هذا الاختيار للفوز بالدنيا والآخرة، وأفضّل البقاء في فلسطين، ولكني أطمح بدراسة الفلك، إلا أن هذا التخصص غير موجود هنا للأسف".

ولموهبة عقل، اتصل بها الرئيس محمود عباس، ومنحها وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم لقب "سفيرة فلسطين للإبداع العقلي"، وهو ما لاقى ترحاب عائلتها وأهالي بلدتها، وهي تستعد حاليا للمشاركة، نهاية الشهر الحالي، في مسابقة "الذاكرة الخارقة" في الجزائر، والتي تشارك فيها مئات المواهب.

وتؤكد عقل أنها ستفاجئ الجميع قريبا بمعرفة أمور خارقة لا ترغب بالإفصاح عنها حاليا.