ورود الشرباتي أول فتاة فلسطينية تمارس الاستغوار



هديل أبو شهاب- لم تكن الفتاة ورود الشرباتي، تعرف أنها ستكون أول فتاة فلسطينية، تكتشف سياحة الاستغوار، فقد استطاعت من خلال مشاركتها في رحلة نظمها المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتونس قبل حوالي عام من استكشاف سياحة جديدة وهي رياضة الفلسطيني في أرضه "الاستغوار".

ورود (22 عاماً) من مدينة الخليل، طالبة إدارة أعمال في جامعة القدس المفتوحة، ومهتمة بالجانب الطبيعي والأثري في فلسطين، قضت خمسة أيام في تسلق الوديان والقمم والجبال في رحلة الاستغوار بتونس برفقة زميلتها لينا أبو سنينة، ضمن فريق مؤلف من عدة أشخاص يمثلون دولاً عربية مختلفة.

والاستغوار هو مصطلح محدث يعني به النشاط الذي يهدف إلى بحث وتعيين واكتشاف ورسم خرائط المغارات والكهوف، ثم مشاركة هذه المعرفة مع الآخرين. ويعتبر هذا النشاط من بين الرياضات القاسية، وتسمى مستغورا.

وعن رياضة الاستغوار، تقول شرباتي، "لم نعرف ما هي رياضة الاستغوار ولم نمارسها من قبل في حياتنا بل كنا نشارك في رياضة المشي بمسارات محددة، وهي التي كانت تنظم باستمرار من قبل عدة مجموعات في البلد ".

وتضيف: "وبعد أن شاركنا في الملتقى الوطني للاستغوار، تعرفنا عن قرب على هذه الرياضة التي تهدف إلى الاكتشاف ورسم خرائط المغارات والكهوف وإعلام الآخرين عنها، لذلك قررنا أن نطبقها في فلسطين.

وتقول شرباتي ان أول تجربه لها في فلسطين كانت في قرية عابود شمال غرب رام الله، توضح " لم نكن نعرف الأمكنة التي من المفترض أن نزورها لاستكشاف المغارات الموجود فيها، لذلك قررنا اللجوء إلى وزارة السياحة في الخليل لمساعدتنا في تحديد هذه الأماكن، وفعلا تعرفنا على عدة قرى ومنها عابود التي توجد فيها مغارة " كلزون".

وتضيف شرباتي، أن هذه الرياضة تهدف إلى الاكتشاف ورسم خرائط المغارات والكهوف وإعلام الآخرين عنها، وتضيف انه تم تأسيس صفحة خاصة على " الفيسبوك" باسم نادي الاستغوار الفلسطيني، وتم دعوة الشباب من عدة مدن فلسطينية، وكانت أول رحلة استغوار إلى قرية عابود برام الله.

وتشير شرباتي، أن الاستغوار يعد من الرياضات القاسية التي تختلف عن أنشطة رياضات الهواء الطلق، وهي سياحة رياضية علمية ترفيهية حسب اهتمام الزائر.

ونوهت أن الهدف من تطبيقها في فلسطين أولا لإفادة السياحة وتنشيطها باكتشاف معلم جديد، وثانياً ممارسة رياضية جديدة.

وعن فكرة تأسيس النادي والذي يضم ثلاثين شاباً وفتاة، تقول ورود "شاركنا بداية مع الملتقى الوطني للاستغوار في تونس، بعد أن تم ترشيحنا من قبل المجلس الأعلى للشباب والرياضة".


وتضيف: راقت لنا الفكرة، وأحببنا نقل التجربة إلى فلسطين، مشيرة إلى أن جولة "كلزون"، هي الجولة الأولى التي ينظمها النادي.

تسعى شرباتي إلى تأسيس جمعية أو نادي مختص بسياحة الاستغوار لاستكشاف العالم الجوفي في فلسطين تضم جميع المهتمين بالاستغوار ومجموعة من المختصين، كما تسعى إلى اكتشاف مغر وكهوف جديدة غير معروفة من أجل تأهيلها لتصبح وجهات سياحية.


وتؤكد شرباتي عن سبب اهتمام الفريق بالمغاور في فلسطين، أن الطبيعة الجبلية والصخرية في فلسطين مواتية جدا لوجود المغارات والكهوف بسبب وقوعها ضمن منطقة حفرة الانهدام وطبيعة الجبال الكلسية الالتوائية الانكسارية، توفر الكهوف معلومات حول ارتفاع وهبوط مستوى المياه الجوفية والذي يعد بدوره مفتاحاً لفهم المعدلات المتغيرة لتصريف وتغذية المخزون المائي وزيادة ونقصان معدلات هطول الأمطار، كما تعد سبباً مهماُ في تشجيع السياحة الترفيهية والتعليمية والرياضية.

 أهداف فريق الاستغوار تقول الشرباتي، استكشاف ودراسة الظواهر الكارستية الجوفية، ومعرفة امتداد المغاور في باطن الارض، المحافظة على الكهوف والمغاور في فلسطين وتوعية المجتمع حول أهميتها، تعميم الاستكشافات من خلال المنشورات والمؤتمرات والمعارض والأفلام الوثائقية والسياحية والبعثات التعليمية، التعاون مع المؤسسات التي تهتم بأنشطة مشابهة على صعيد محلي وعالمي.

وتؤكد أن ممارسة الاستغوار يتطلب التزود بالمعدات اللازمة، وأهمها العدة الجسدية والحبال ومعدات الصعود ومعدات النزول ( كل على حدة) والخوذات والأضواء الكاشفة، إضافة إلى ذلك، لا بد من مرافقة الخبراء للولوج إلى المغارات، واحترام الطبيعة.


تجدر الإشارة إلى وجود العديد من أندية الاستغوار الإسرائيلية، التي تنشط في فلسطين وخارجها، والاستغوار إسرائيليا، بمثابة " رياضة قومية" وعلم آثار شعبي. وعندهم مكانة خاصة لما يسمونها " مغر الاختباء"، وهي المغر التي يقولون بأن " المقاتلين اليهود" قد جهزوها كأماكن للاختباء والاختفاء قبيل وأثناء " التمرد اليهودي" ضد الرومان، فيحجون إليها مستكشفين، ويروون الأساطير حولها، ويجتهدون في البحث الأكاديمي فبها وعنها.


وأما خارج فلسطين، فتتركز رحلاتهم الاستكشافية على مغر وكهوف الأردن، فيشدون إليها الرحال بشكل دوري، ومن المغر الأردنية " المحببة إليهم": كيف الظهر ( زوبيا) وعراق الوهج ( كفرنجة)، والحرة البازلتية ( وسط حرة الشام).

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة