قارّة جديدة لم نكن نعرف بوجودها .. إليك كل المعلومات عنها

 
 

 

تقترب زيلانديا، وهي قارة جديدة غارقة جنوب غرب المحيط الهادئ، خطوة من الاعتراف بها؛ هكذا يزعم كاتبو ورقة علمية جديدة.

فالورقة التي نشرتها مجلّة الجمعية الجيولوجية الأميركية تؤكد أن الامتداد المتصل الواسع من القشرة القارية ويتمركز بنيوزيلندا، يعد واضح المعالم بدرجة كافية لتشكيل قارة منفصلة، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 17 فبراير/شباط.

ويرى كاتبو الورقة العلمية أن الطريقة التدريجية التي اتضحت بها زيلانديا تظهر أنه "حتى الأمور الكبيرة والواضحة في العلوم الطبيعية يمكن إغفالها".

وتغطّي زيلانديا تقريباً 5 ملايين كيلومتر مربع، و94% من مساحتها تحت سطح الماء، ولا تشمل نيوزيلندا فقط، بل تشمل أيضاً نيو كاليدونيا، وجزيرة نورفولك، ومجموعة جزر لورد هاو، وشعاب إليزابيث وميدلتون.

ويعتقد أن المنطقة، التي تبلغ تقريباً نفس حجم شبه القارة الهندية، قد انفصلت عن جندوانا - وهي مساحة اليابسة الهائلة التي كانت تشملها أستراليا من قبل - وغرقت قبل مدة تتراوح بين 60 و85 مليون عام.

"هذه قطعة كبيرة من الأرض نتحدث عنها، حتى وإذا كانت غارقة"، هكذا يقول نك مورتيمر، وهو عالم جيولوجي نيوزيلاندي شارك في كتابة الورقة العلمية.

وظل علماء الجيولوجيا يجادلون لصالح الاعتراف بـ"زيلانديا" باعتبارها قارة بمفردها على فترات متقطّعة على مدى السنوات الـ20 الماضية.

وكان الجيوفيزيائي الأميركي، بروس لوينديك، أول من طرح اسم زيلانديا ليطلق على قارة جنوب غرب المحيط الهادئ عام 1995، لكنها لم تكن تُعرف بعد على نطاق واسع بالنسبة للعلماء على مستوى العالم.

ويؤكد مورتيمر وزملاؤه الكتّاب المشاركين من معهد GNS للبحوث العلمية، وجامعة فيكتوريا في مدينة ويلينغتون بنيوزيلندا، ومركز جيولوجيك بإقليم نيو كاليدونيا، وكلية العلوم الجيولوجية بجامعة سيدني أن زيلانديا لديها العناصر الجيولوجية اللازمة كي تُعتبر قارة.

وقال مورتيمر للنسخة الأسترالية من صحيفة الغارديان إن هذه كانت أول ورقة علمية قوية مقارنة بنظيراتها تحدد وتصف زيلانديا، لكن نتائجها "لم تطرح شيئاً جديداً" بالنسبة لمعظم علماء الجيولوجيا في نيوزيلندا. وأضاف قائلاً: "ربما يتساءلون عما تدور كل هذه الضجة".

وتابع أن غيره من الباحثين بدأوا في تجميع أجزاء القارة الغارقة مع إصدار خريطة الأعماق عام 2002.

"لقد تأخر هذا، حقاً.. منذ تلك النقطة، تلك الخريطة كانت حرفياً خارطة طريقنا لبعض الرموز، فقط نحاول أن نحصل على صخور من كافة الجوانب الأربعة لزيلانديا إن استطعنا، كي نتمكن أن نثبت الأمر استناداً إلى الجيولوجيا".

ولا يوجد مشروع رسمي بشأن زيلانديا، بحسب قوله، فهي "عملية تدريجية من ربط الأمور ببعضها البعض. إنها مسألة ثقة، بشكل أساسي، هكذا أعتقد، وتتعلق بتراكم البيانات وما يمكننا أن نفعل بها".

وستكون زيلانديا سابع قارات العالم وأصغرها، بعد أوراسيا، وإفريقيا، وأميركا الشمالية، وأميركا الجنوبية، والقارة القطبية الجنوبية، وأستراليا. (يتم تعريف أوروبا وآسيا أحياناً على نحو مُنفصل؛ على الرغم من كونهما مُشتركتين بنفس اليابسة".

وأوردت شركة Fairfax الإعلامية في نيوزيلندا أنه "قد اتضح أن نيوزيلندا ليست مجرّد جزيرتين صغيرتين في الجزء السفلي من العالم".

ويقول باري كون، أستاذ علوم الأرض لدى جامعة ملبورن، الذي عمل مع الباحث مورتيمر حول قارة زيلانديا في الماضي إن هناك "إجماعاً مقبولاً في المجتمع العلمي" لصالح وجودها.

وأضاف أنه "واضح جداً أن المنطقة بأكملها ليست جزءاً من المحيط، فلديها كافة السمات المميزة للقارة".
وقال إن الصخور التي حُفِرت من المنطقة كانت من القشرة القارية بشكل واضح، و"ذات صلة ببعضها البعض إلى حد ما" ومحددة. وقد تم جمع المزيد من البيانات على مدى العقود الماضية لتأكيد وجودها.

وتابع: "مثل أي شيء في العلوم، الأمور تستغرق وقتاً، وتقوم أنت بتأسيس مجموعة من الأدلة. لقد كانت ذات يوم قارة كبرى انفصلت بالكامل إلى أجزاء صغيرة من اللغز".

وقال مورتيمر إنه مع ذلك؛ على الرغم من أن الأدلة تدعم النظرية، سيُعترف بزيلانديا على نطاق واسع باعتبارها القارة السابعة أو لن يُعترف بها اعتماداً على التاريخ.

وتابع: "إذا كنت تريد أن تطلق اسماً على جبل، فهناك بعض الإجراءات التي عليك خوضها ليتم التصديق على الأمر رسمياً، وهكذا سيتم الاعتراف فقط مع مرور الوقت".

وقال: "إذا شقّت زيلانديا طريقها إلى الثقافة الشعبية وإلى الخرائط، سيكون هذا هو كل التصديق الذي نسعى إليه".

الغارديان



loader
 
قـلوبنا معك غـزة