ما حقيقة إيقاف مسلسل الهيبة


قبل انطلاق تصويره، حظي مسلسل "الهيبة" بدعاية غير مسبوقة، بعد نجاح بطليهآ تيم حسنآ ونادين نسيب نجيمآ في مسلسليآ  "تشيللو" و"نص يوم"، وخوضهما مغامرة تقديم ثنائيّة للسنة الثالثة على التوالي، أثارت فضول الجمهور فتابعها بشغف ليضع "الهيبة" على رأس الأعمال التي تصدّرت الاهتمام في هذا الموسم الدرامي.


حساب "سيدتي فن" طرح لمتابعيه على "تويتر" سؤالاً عن رأيهم في إيقاعآ مسلسل "الهيبة"، الذي دخل مرحلة الجمود في الحلقات الماضية، ليعود ويتحرّك بزواج جبل وعليا، وما قد يتبعه من قصّة حب يعوّل عليها المشاهدون، رغم تأكيد كاتب العمل هوزان عكو أنّ منتظري قصّة الحب هذه سيصابون بخيبة أمل، وأنّ العقدة الأساسيّة في المسلسل في مكان آخر، قد لا يكون أبعد من قضيّة الأم التي تخطّط لاستعادة حضانة ابنها والهرب به من أجواء "الهيبة".


وكانت النتائج على الشكل التالي:
16 % رأوا أن إيقاع المسلسل تصاعدي
34 % رأوا أنّ الإيقاع مشوّق
27% رأوا أنّ الإيقاع ممل
23% رأوا أنّ الإيقاع بطيء


وعليه فإنّ 50 بالمئة من المشاركين في الاستفتاء وصفوا الإيقاع بالممل والبطيء، وهو ما عكسته التعليقات على أحداث الحلقات الماضية، التي عاد وأنقذها زفاف جبل وعليا، بانتظار المزيد من الأحداث، التي قد ترفع إيقاع المسلسل، أو تجعله يدور في دائرة واحدة ضمن أحداث مكرّرة، كما يحصل في معظم مسلسلات رمضان، التي تصلح لعشر حلقات فقط، إلا أنها تعرض على مدى 30 حلقة لضرورات العرض الرمضاني فحسب.


يحسب للمسلسل أنّه جمع ممثلين محترفين ولم يتكىء على نجوميّة بطليه الرئيسيين فحسب، مثل الفنانة القديرةآ منى واصفالتي تلعب أجمل أدوارها، وأويس مخللاتيآ بدور "صخر" والذي أمتعنا بأدائه العام الماضي في "نص يوم"، وعبدو شاهين بدور "شاهين" الذي يبشّر بولادة نجم في الدراما اللبنانية، كما تلعب روزينا اللادقاني دور "منى " شقيقة جبل بحرفية عالية.
ويحسب للمسلسل أيضاً، أنّه قدّم ثنائي نادين نجيم وتيم حسن بصورة بعيدة عن "تشيللو" و"نص يوم"، كأنهما يظهران معاً للمرّة الأولى على الشاشة، بعيداً عن ملل الثنائيات التي تفقد بريقها بفعل التكرار.


ورغم الشعبية التي يحظى بها المسلسل، نسجّل بعض الملاحظات على العمل، التي لو كان بالإمكان تلافيها، لبدت القصّة أكثر إقناعاً:

-رغم تبرير الكاتب أنّه لم يشأ أن يبدأ المسلسل بأجواء حزينة، مع أنّ أحداث العمل انطلقت بوفاة عادل وعودته زوجته (نادين نجيم) إلى لبنان، إلا أنّ غياب عنصر الحزن في مراسم الجنازة لم يكن مقنعاً، كما قيام الأخت والأرملة بخلع الأسود باكراً، لا يتماشى بأي حال مع طبيعة العشائر التي تقدّس الحزن وتتمسّك بعادة اللون الأسود في الحداد.


- تردّد الوالدة ناهد (منى واصف) مقولة إنّ الأصول أصول، إلا أنّ ملابس فتيات العائلة لا تشبه الصورة التقليديّة لبنات العشائر.


-"جبل" الصغير الذي ولد وعاش في كندا ولم يزر لبنان يوماً، تبدو لغته العربية سليمة، ولا يمرّر أي كلمة إنكليزيّة أثناء حديثه، عكس والدته التي تمزج بين العربية والإنكليزيّة. كنا بالإمكان تطعيم لهجة الطفل بمصطلحات أجنبية ليبدو أكثر إقناعاً.


-انقلاب الطفل المفاجىء على والدته لا مبرّر له سوى تطويع الأحداث للوصول إلى زواج قسري بين بطلي العمل.


-لهجة "جبل" وأشقائه السورية في العمل ليست مقنعة. جبل لبناني ولد في قرية لبنانية ولم يتركها يوماً، يتحدّث اللهجة السوريّة التي ورثها عن والدته، في حين أن المنطق والتجارب تؤكد أنّ الولد يرث لهجة محيطه وليس لهجة والدته، خصوصاً إذا كان شيخ عشيرة مثل جبل.


-اللهجات في المسلسل بحد ذاتها غير مقنعة، ففي "الهيبة" القرية الحدودية، يتحدّث السكان اللهجة المدنيّة البيضاء، والبعض الآخر يتحدّث لهجة هجينة. لا لهجة موحّدة لسكان القرية.


-المسلسل يقدّم تاجر السلاح، الهارب من العدالة، الخارج عن القانون، المجرم، المتسلّط الذي يحرم أماً من ابنها، ابن العائلة التي تقتل ثأراً، يقدّمه على أنّه شهم وصاحب مبدأ.


ورغم أنّها العقدة الأساسيّة في المسلسل، يبدو تحويل تاجر سلاح إلى بطل من الخطورة بمكان، في منطقة بات فيها العنف أسلوب حياة لا ظاهرة تنحصر في ساحات الحرب فحسب، فكيف إذا كان البطل تيم حسن؟

 

الهيبة 5 جبل



loader
 
قـلوبنا معك غـزة