آمال الفرنسيين معلقة على أكتاف بوغبا

 

 

أشار بول بوغبا لاعب وسط منتخب فرنسا بعد تسجيله أحد هدفي فريقه في مرمى نيجيريا وبلوغه الدور ربع النهائي إلى أنه بات جاهزا لحمل المنتخب الوطني على أكتافه.

وبوغبا ليس غريبا على تحمل المسؤولية، حيث كان قائداً لمنتخب بلاده تحت 20 سنة عندما توج بطلا للعالم في هذه الفئة العمرية العام الماضي في تركيا، ومنذ ذلك الإنجاز يعتبره النقاد مستقبل المنتخب الفرنسي.

وصفه مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان باللاعب الذي يملك كل شيء، لكن قبل المباراة المرجحة ضد نيجيريا شهدت باكورة مشاركاته في كأس العالم صعودا وهبوطا.

فقد وجهت إليه الانتقادات إثر ركله أحد منافسيه وتحديدا لاعب وسط هندوراس ولسون بالاسيوس في مستهل مشوار فريقه في العرس الكروي وقد طالبه مدربه بإظهار "سيطرة أكبر" على أعصابه.

ثم تألق في المباراة التي شهدت فريقه يحقق فوزا كاسحا على سويسرا 5-2 حيث مرر كرة رائعة جاء منها هدف كريم بنزيمة. لكن بعد عرض مخيب للآمال في مواجهة هندوراس بات مركزه الأساسي مهددا من قبل موسى سيسوكو.

لكن ديشان جدد الثقة به في مواجهة نيجيريا وكان اللاعب الذي يلقب بـ"الأخطبوط" على الموعد لأنه أجبر حارس نيجيريا على التصدي لكرة قوية سددها في الشوط الأول، قبل أن يفتتح التسجيل لفريقه بكرة رأسية في الدقيقة 79 ليريح أعصاب زملائه وأنصار المنتخب الفرنسي على حد سواء.

وأشاد به زملاؤه وكان في طليعتهم بليز ماتويدي وقال في هذا الصدد "قدم بول عرضا رائعا. يقولون إن اللاعبين الكبار يظهرون في المناسبات الكبرى وهذا ما حصل".

وأضاف "لديه مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقه".

أما بوغبا فقال "أن تسجل هدفا مع بلادك في مباراة مهمة كهذه ثم تتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم هو أهم اللحظات في مسيرتك. كنا واثقين من التأهل، نثق بقدرتنا على تقديم مباريات أفضل لكن كنا جيدين وأنا سعيد".

وأضاف بوغبا: "ليس لدي أي كلام لتفسير هذه اللحظة. نعرف أن البلد بأكمله وراءنا ويدعمنا. تسجيل الهدف حررنا، أنا حقا سعيد للفريق بأكمله ولفرنسا".

من المؤكد أن مانشستر يونايتد الإنجليزي ندم على تفريطه ببوغبا إلى يوفنتوس عام 2012 دون مقابل، وذلك لأن لاعب الوسط الذي بدأ عشقه للكرة حين كان في السادسة من عمره حيث لعب مع رواسي-أو-بري (1999-2006) قبل الانتقال في الفرق العمرية لتورسي (2006-2007) ولوهافر (2007-2009) ثم عملاق "أولدترافورد" (من 2009 حتى 2011 مع الفريق الرديف و2011-2012 مع الفريق الأول)، تألق في الملاعب الايطالية وفرض نفسه اساسيا في تشكيلة المدرب انتونيو كونتي وساهم في قيادة "بيانكونيري" للقب الدوري المحلي في الموسمين الاخيرين.

ما يميز بوغبا عن غيره من النجوم الواعدين هو استعداده للقتال من اجل زملائه والفريق، كما يدرك تماما أنه لم يصل حتى الآن الى مصاف اللاعبين الكبار مثل الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مواطنه فرانك ريبيري، الغائب عن النهائيات بسبب الاصابة.

"يجب ان اجيد توقيت صعودي (الى منطقة الخصم) بشكل افضل"، هذا ما اعترف به بوغبا، مضيفا "يجب ان اهاجم وان ادافع، لكن الاهم هو ان انتبه لطريقة لعبي. انا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي انا عليه مع فريقي".

في يوفنتوس، يعتبر بوغبا احد اضلاع مثلث الوسط الى جانب اندريا بيرلو والتشيلي ارتورو فيدال، وكونتي لا يتردد في تشجيعه على الاندفاع نحو منطقة الخصم وهو يعلق على هذا الموضع: "الامر ليس مشابها في المنتخب الفرنسي لان بامكان بليز (ماتويدي) ويوهان (كاباي) اللعب متقدمين. يجب علي التراجع، الانتباه لعدم الانجراف نحو الامام، كما يجب عدم الانغماس في الدفاع كثيرا حين تكون هناك حاجة لمساندة الهجوم".

يتميز بوغبا بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب وتسديداته القوية.

وفبعد قيادته منتخب فرنسا تحت 17 سنة وتحت 18 سنة وتحت 19 سنة وتحت 20 سنة، أصبح بوغبا نجم جيله، ويقول عنه أول مدربيه، غاييل ماهي: "بوغبا موهبة استثنائية ولديه قوة بدنية وذهنية هائلتين، كما يمتلك تقنيات نادرة واسلوبا متميزا. اذا التزم بالثبات والصبر والجدية سيصل حتما الى القمة".

لدى وصوله الى يوفنتوس عام 2012، كان الفرنسي- الغيني الذي اختار شقيقاه اللعب مع غينيا، بديلا للثلاثي الأساسي بيرلو وكلاوديو ماركيزيو وفيدال لكنه مع ذلك لعب 27 مباراة في الدوري خلال موسمه الاول واقتنع مدربه كونتي بعد ذلك انه من الصعب التخلي عن هذا اللاعب الذي فاز في تلك الفترة بكأس العالم تحت 20 سنة وحصل على جائزة افضل لاعب في البطولة.

وكان ديشان منحه قبل ذلك فرصة اللعب مع منتخب الكبار في مارس 2013 ومنذ ذلك الحين لم يستغن أبدا عن خدماته.

ويأمل ديشان أن يكون بوغبا بيضة القبان في فريقه ويقوده إلى اللقب العالمي كما فعل مع منتخب تحت 20 سنة العام الماضي.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة