خدر الأطراف وتنميل الأصابع عرض تتعدد أسبابه ويختلف منشؤه وإن دل دائما على ضعف في تدفق الدم عبر شبكة الأوعية الدموية التي تغذى الأطراف أو تؤثر الأعصاب الطرفية فيها.

قد ينتج بسبب الضغط الموضعي على الأوعية الدموية والأعصاب نتيجة لوضع نوم أو جلوس خاطئ كالاحتفاظ لمدة طويلة بإحدى الساقين على الأخرى أو الجلوس في كرسي ضيق للغاية أو النوم في حالة إعياء أو إجهاد في وضع لا يسمح بالتغيير من جنب لآخر. كلها أسباب موضعية تزول تماما بزوال المؤثر.

أما أن يحدث خدر الأطراف أو الإحساس بتنميل الأصابع ومشاعر وخز الإبر بصورة مستمرة فقد تفسد على الإنسان أيامه فهو أمر جدير بتحرى سببه ورصد مصدره. أهم الأسباب التى يجب البحث عنها:

مرض السكر: يعد مرض السكر من أهم أسباب خدر الأطراف إذ غالبا ما يصاحب المراحل المتقدمة منه ضعف شديد فى شبكة الأوعية الدموية التى تغذى الأطراف وتغذى أيضا الأعصاب فيها مما يعبر عن الأذى الذى طالها بأعراض التنميل فى اليدين والقدمين خاصة، وربما فقدان الإحساس مما يعرض القدمين للخبطات التى قد ينجم عنها عدوى تليها تقرحات إذا لم تعالج فى حينها بكفاءة يضطر الطبيب لبتر القدم تفاديا لحدوث الغرغرينا التى تهدد حياة الإنسان. علاج الخدر هنا هو علاج داء السكر والانخفاض بمعدلاته إلى المعدلات المقبولة التى تضمن الوقاية من المضاعفات.

إدمان الكحوليات.

نقص فيتامين ب1 وب6 وب12.

الأنيميا نتيجة نقص الحديد.

التسمم من الرصاص «كالعاملين فى المطابع التى تستخدمه».

الفشل الكلوى وارتفاع نسبة اليوريا والكرياتينين.

الإصابة بتصلب شرايين الساقين.

قد ينتج من مشكلة فى العمود الفقرى فى الفقرات العنقية والقطنية.

قد يحدث للحامل نتيجة ضغط الرحم على الأعصاب المغذية للساقين والمنحدرة من الحوض.

السمنة المفرطة.

نقص إفراز الغدة الدرقية واحتجاز الماء فى الجسم ضاغطا على أعصاب الأطراف.

متلازمة النفق الرسغى:

من أكثر الإصابات التى يصاحبها خدر الأطراف وتنميل أصابع اليد خاصة لمن يمارسون أعمالا يومية يدوية كالكتابة لفترات طويلة أو استعمال الآلة الكاتبة والكمبيوتر وعازفى الآلات الموسيقية وفنانو النحت وكل المشتغلين بأعمال الخياطة خاصة التطريز.

يشكو المريض من تنميل الأصابع وألم يشبه وخز الإبر فى يد واحدة أو الاثنتين معا. يزيد الألم مع استعمال اليد وقد يشتد الألم فيوقظ النائم خاصة إذا ما ظلت يده فى مستوى أقل من جسده لفترة طويلة أثناء النوم.

مع الوقت يدب الوهن فى اليد ويصبح الإنسان غير قادر على العمل بها أو استخدامها فى أبسط أموره اليومية.

يمر عصب اليد من الساعد لليد عبر نفق عظمى فى المعصم يعرف بالنفق الرسغى.

عادة ما يمر العصب بحرية تامة محاطا بعظام الرسغ وأربطة وأغشية وأوتار عضلية. ثبات الوضع التشريحى يضمن للعصب ممرا آمنا لكن إذا ما حدث أى خلل فى تلك المساحة نتيجة أى تغير يلم بمكوناتها فإن العصب بلاشك ينضغط فيتأثر بما حوله محدثا تلك الأعراض.

تشخيص الحالة يستدعى رسما للعضلات واختبارا للعصب وعلاجها يستدعى فى البداية علاج السبب وقد يتطلب التدخل الجراحى لإفساح المجال للعصب للمرور بحرية كسابق عهده.

خدر الأطراف والإحساس بالتنميل قد يبدو عرضا سهل الحل بسيطا فى حد ذاته وقد يكون رأس جبل الجليد المختبئ تحت الماء لذا فتشخيص سببه أمر بالغ الأهمية ودراسة سببه قد تقود لعلاج ما هو أخطر منه وبالتالى علاجه.

قد تغيب كل الأسباب ويبقى الضغط العصبى والتوتر النفسى الشديد سببا قويا لخدر الأطراف والإحساس بجيوش النمل تغزو شرايينها لذا فالتنبه للمعاناة النفسية قد يحمل حلا سحريا للمشكلة التى تبدو واضحة بلا سبب عضوى.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة