ليس الجزر وحده ما يقوّي النظر...
ثمّة عوامل عديدة في البيئة المحيطة بالإنسان تزيد من تعرُّض العيون وبالتالي النظر لضغوط شديدة ومؤذية. بعض هذه العوامل نفسي وبعضها يعود إلى العادات الغذائية السيّئة والجلوس لساعات طويلة امام شاشات التلفزيون والكومبيوتر والهاتف المحمول.
في ما يلي نصائح ذهبيّة للحفاظ على سلامة العين وصحتها.
نظام غذائي متنوع
• إعتماد نظام غذائي غنيّ بالخضر والفاكهة الطازجة. ومن أهم أنواع الخضار المفيدة لصحة العينين, يذكر الاختصاصيون الجزر الغني بفيتامين «أ» الضروري لشبكة العين والذي يقلّل من خطر إعتام عدستها (Cataracte).
كما يُعتبر كلٌّ من البطاطا الحلوة، المانغا، الشمام والمشمش، من الأغذية الغنيّة بهذا الفيتامين أيضًا. أمّا السبانخ فهو غني بمادة اللوتين، وقد أكّدت عدة دراسات قدرة هذه المادة على الحماية من تلف الأوعية الدموية في شبكة العين، وإبعاد خطر تعرّضها للنزيف، وهي عوارض تظهر مع التقدّم في السّن، خصوصًا في المناطق الحارة حيث يكون التعرّض لأشعة الشمس أطول. كما أنّ للملفوف والشمندر دورًا لا يستهان به في هذا الصدد.
كذلك يُنصح بتناول الخضر والفاكهة ذات الألوان المتنوّعة، إذ تؤمن البندورة والبابايا والتوت، بالإضافة إلى مادة اللوتين، مادة الزيكسانتين (Zeaxanthine) وهما مادتان تساهمان في تعزيز حاسة النظر وتقوية رؤية الألوان، كما تزيدان من دقة النظر. كما أنّ هذه الأغذية غنيّة بمضادات الأكسدة التي تؤدي دور النظّارات الشمسية، وتحمي من الأشعة ما فوق البنفسجية التي تمّتصُ الضوء الأزرق المسبّبب لمشاكل شبكة العين. ويعتبر كل من البصل والتوم والكرّات من الأطعمة الغنية بالكبريت والليستين اللتين تحميان عدسة العين من المياه البيضاء.
• تناول أحماض «أوميغا 3» الدهنيّة المتوافرة في الأسماك لمرة واحدة في الأسبوع على الأقل، كونها تقلّل من خطر الإصابة بالضمور البقعي (degenerescence maculaire) لشبكة العين. ويعتبر الإختصاصيون أسماك السلمون والماكريل والسردين من أهم أنواع ثمار البحر التي تغني حاسة النظر وتبعد خطر إعتام عدسة العين.
• تناول الخبز الكامل الغني بالفيتامين «B» لأنّه يقي بصرنا من مخاطر التعرّض للضوء والحرارة.
• يساهم تناول الكبد في حصولنا على فيتامين «D» الذي يبعد شبح الإلتهابات ويعمل على تجديد الخلايا التي تشكل طبقات (couches) العين، فيما تدعم اللحوم الحمراء نظامنا الغذائي بمادة الزنك التي تساعد الجسم على امتصاص المواد المضادة للأكسدة.
• ينصح الإختصاصيون كذلك باعتماد العدس والحمص والفاصوليا الغنية بفيتامين «B» والماغنيزيوم، كونها تحتوي على الحديد الذي يحمل الأوكسيجين بشكل مباشر إلى العين مبعدًا آلام الرأس التي يسبّبها إجهاد العين خلال النهار (قراءة، تحديق بالشاشات الإلكترونية، تركيز...).
• إن نقص الدموع في العين يؤدي إلى ضعف النظر بمستوى 20 في المئة، لذلك يعتبر شرب الماء خطوة أساسية في المحافظة على نظر سليم ومعافى.
خطوات صغيرة ولكن ضرورية
تساعد خطوات صغيرة في الحفاظ على رؤية أفضل، ويمكن لأي شخص اعتمادها في أي وقت.
أولى هذه الخطوات هي تحريك العين بحركة دائرية 10 مرات في اتجاه عقارب الساعة، و10 مرات أخرى بالعكس.
كما أنّ النوم لفترة كافية لا تقلّ عن 8 ساعات باليوم، يؤمّن استرخاء العين ويصلح خلاياها ويجدّدها.
وفي السياق عينه، ينصح الاختصاصيون بالامتناع عن التدخين، وبالابتعاد عن أماكن وجود المدخنين خصوصًا في الأماكن المغلقة.
امّا اعتماد الإضاءة السليمة في أثناء العمل والقراءة، فمن شأنه أن يريح النظر، حيث يشكل ضوء النهار غير المباشر البيئة الأنسب للعمل، أمّا في حال اللجوء إلى الإضاءة الاصطناعية، فيفضّل أن تكون الإنارة متوسطة وأن تأتي من الخلف.
بالإضافة إلى ما سبق، يركّز الاختصاصيون على ضرورة عدم إجهاد العين لساعات متواصلة أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر والهاتف المحمول، وكذلك في القراءة والتدقيق في الأعمال الحسابية، ويشددون على وجوب أخذ فترات استراحة بين الحين والآخر، وإغماض العينين لتخفيف الإرهاق والتعب.
أخيرًا يعطي هؤلاء أولويّة بارزة لإجراء الفحوصات الطبية للنظر أو الكشف الطبي على العيون عند الأطباء الإختصاصيين للحصول تقارير كاملة عن صحة العيون، ولإنقاذها باكرًا في حال وجود أي مشاكل، ومنعًا لإصابتها بأضرار تراكمية تسبّبها حالات الإهمال والاستخفاف بمشاكل النظر، حتى البسيطة منها.
