"المخدرات" : حرب الاحتلال الخفية في القدس .. آلاف المدمنين والبيع "علناً" !

 

 

تتعدد أساليب الاحتلال وتتنوع باختلاف الظروف المحيطة، لتصل في نهاية المطاف إلى الأهداف المرجوة منها، والحديث ليس ببعيد فدائرة الاستهداف كانت ولا زالت عنوان الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ألا وهي مدينة القدس وأهلها ومقدساتها.

هذه المدينة التي يعانى أهلها من التهجير والابعاد وهدم للمنازل وسلبٍ للحقوق، يقف شبابها اليوم أمام حرب "خفية" تقودها المؤسسة الإسرائيلية بأذرع مختلفة، لتقضي على الأمل الفلسطيني في التحرر والانعتاق من الاحتلال، والحديث هنا عن دور الاحتلال في تفشي ظاهرة الإدمان وزيادة عدد متعاطي المخدرات في المدينة المقدسة. 

"عفاف ربيع" مسؤولة برنامج التوعية في جمعية "الصديق الطيب" وخلال حديث لـ"دنيا الوطن" أشارت إلى ضلوع سلطات الاحتلال وبشكل مباشرة في تفشي ظاهرة الإدمان داخل المجتمع المقدسي، عبر الترويج للمواد المخدرة، وغض الطرف عن تجار المخدرات والمروجين لهذه السموم، مرجعةً هذا لأكثر من هدف سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو أخلاقياً.
 
6 ألاف مدمن و18 ألف متعاطي

وكشفت "ربيع" عن احصائيات جرت مؤخراً تشير إلى وجود قرابة ستة آلاف مدمن للمخدرات، وحوالي 18 ألف متعاطي في طريقهم إلى الإدمان، منوهةً إلى أن هذه الاحصائيات تبقى غير نهائية، وقابلة للزيادة في ظل انتشار السموم المخدرة داخل أحياء وقرى مدينة القدس.

كما كشفت النقاب عن قيام المؤسسة الإسرائيلية هذا العام للترويج لحبوب مخدرة تحتوي على مواد كيمائية، توصل متعاطيها إلى مرحلة "الهلوسة"، وتعطل عمل الدماغ إذا ما أدمن عليها.

وأضافت أن التجار الإسرائيليين يقومون بالترويج إلى "حشيش مضروب"، لتضليل المتعاطي، وإيصاله إلى مرحلة الإدمان على "الهروين" عبر خلط هذا "الحشيش" بمادة "الأدونال" التي تسبب الإدمان، وهو ما تم اكتشافه مؤخراً من خلال تشخيص حالات "الكريزة" التي أصابت عدداً من متعاطي المخدرات، وهو ما لم يحدث لولا إضافة مادة "الأدونال" المخدر.

وحول طرق الوقاية والدور المنوط بالمؤسسات المجتمعية في توعية الشباب المقدسي، وضمان عدم وقوعهم في وحل الإدمان، أشارت مسؤولة برنامج التوعية في جمعية "الصديق الطيب" إلى حالة من الوعي والصحوة لدى الشباب الفلسطيني في القدس، أسوة بباقي المناطق، للتعرف على أخطار الإدمان، وما ينعكس على ذوي ومجتمع المدمن.

ونوهت "ربيع" في حديثها لدنيا الوطن إلى غياب التنسيق والخطط التكاملية واللغة الواحدة بين المؤسسات المجتمعية في القدس لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات، مرجعةً ذلك لغياب استراتيجية وطنية رسمية لحماية مدينة القدس من الأخطار المحدقة بأهلها.

البيع يتم عبر أوكار

"قتيبة عودة" الناشط المقدسي في بلدة سلوان أحد أكبر أحياء مدينة القدس كثافة من حيث عدد السكان، والتي تتعرض لعمليات تهويد ممنهجة لتحويلها إلى قرية اسرائيلية وخلال حديثه لـ"دنيا الوطن" كشف عن ظواهر خطيرة باتت تجتاح الشارع المقدسي من خلال انتشار أوكار المروجين لشراء المخدرات بشكل علني، كما أشار إلى الأسعار الزهيدة التي تمكن كافة الشباب والفتية من شراء تلك المواد، ما يساعد على انتشارها بشكل كبير، خاصة بين صفوف الفتية.

وقال "عودة" إن الأمر الذي يشكل خطورة أكبر هو وجود نوعيات جديدة من هذه المواد المخدرة، تأتي من "تل أبيب" وتباع بشكل قانوني، وتعرف بين الشباب والفتية المقدسيين بالـ"ماستلوني".

وأوضح "عودة" لمراسل دنيا الوطن أن تجار المخدرات يعدون من الفئات المشبوهة، والمتعاونة مع الاحتلال، مضيفاً أن الثمن الذي يقدمه هؤلاء التجار لسلطات الاحتلال، هو تسليم شبان مقدسيين إلى الأجهزة الأمنية عبر الابلاغ عنهم، أو إغراقهم في وحل المخدرات والإدمان.

ووافق "عودة" مسؤولة برنامج التوعية في جمعية "الصديق الطيب" "عفاف ربيع" الرأي عندما أكد أن غياب الاستراتيجية الوطنية في القدس، يشكل عائقاً في مكافحة ظاهرة المخدرات بشكل جذري، إلا أنه أضاف أن ملاحقة الاحتلال للأخصائيين والنشطاء المقدسيين، عبر اعتقالهم وابعادهم عن المدينة، يشكل عائقاً جديداً أمام عملهم في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.

وأوضح "عودة" أن الهبات الجماهيرية التي تشهدها المدينة المقدسة بين الحين والآخر، تشكل دافعاً لعدد كبير من الشبان ممن يتعاطون المخدرات، إلى الحد من التعاطي والانخراط سريعاً في الواجب الوطني، في حماية الأرض والمقدسات.

 


loader
 
قـلوبنا معك غـزة