اتقي شرّ السرطان عبر الإقلاع عن التدخين

 

 

 

يتحوّل التدخين، وخصوصاً نفث دخان الشيشة، إلى عادة تسم مجتمعات عربيّة عدة، على الرغم من الآثار الصحية المترتبة عنه، وعلى رأسها سرطان الرئة، الذي يوجّه الأطباء أصابع اتهامهم نحو التدخين، عند الحديث عن أسباب الإصابة به، في نحو 85% من الحالات تقريباً، كما يحدّدون 50 مسبباً للسرطان في دخان التبغ.
ومن بين العوامل الأخرى المسبّبة لسرطان الرئة: العرضة الطويلة للحرير الصخري (الإسبست)، وغاز الرادون، وبعض المواد الكيميائية الأخرى، كما يمكن لأمراض رئوية غير خبيثة أن تزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة!
بعد سنوات...
تحتاج عوارض سرطان الرئة لسنوات عدّة للظهور، وهي غالباً لا تقتصر على السرطان، بل تشابه أمراضاً أقلّ خطورة، كالإنفلونزا، والتهاب الشعب الهوائية.
ونظراً الى هذا التشابه، والظهور المتأخر للعوارض عموماً، يخضع المصابون بسرطان الرئة للعلاج، في ثلثي الحالات، بعد أن يكون المرض قد تمكّن منهم، وبلغ مرحلة متقدّمة. لذا، يُسجّل سرطان الرئة أعلى نسبة وفيات في صفوف المصابين به، مقارنة بسرطانات أخرى، مع وفاة مليون و59 حالة في سنة 2012، وكذلك إصابة نحو مليون حالة جديدة، سنوياً!
وكان اختصاصيون في لبنان، بدعوة من شركة "بوهرنجر إنجلهايم" للدواء، حثّوا الناس على فهم أعمق لسرطان الرئة، موضحين أن ثمة أنواع مختلفة منه، ويتطلّب كلّ منها علاجاً مغايراً للآخر.
وفي هذا الإطار، يمكن التمييز بين نوعين رئيسين من سرطان الرئة: النوع الأول يُسمّى بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، فيما النوع الثاني هو سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة. والنوع الأول هو الأكثر شيوعاً، ويشكل السرطان الغدي المتفرع منه 49% من حالات سرطان الرئة، حيث يتكوّن في الخلايا المخاطية في بطانة المسالك الهوائية في الرئتين، علماً أنّ حوالي 25% من المصابين بهذا النوع يعانون من طفرات في مستقبلات عامل نمو البشرة، حسب رئيس "الجمعيّة اللبنانيّة للسرطان" و"مجموعة البحث حول السرطان في لبنان" الدكتور فادي فرحات.
ويختلف علاج النوعين الرئيسين لسرطان الرئة اختلافاً جذرياً، ففي حال المصاب بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، من الممكن أن يعيش لمدة أطول بفضل التطوّرات، التي سُجّلت على صعيد المقاربات الطبية.


علاجات هادفة
جديد علاج سرطان الرئة يهدف إلى إطالة عمر المصاب به، حيث يستهدف الخلايا السرطانية، ويساعد على وقف نموّها، وتكاثرها، من خلال منع الإشارات، التي تحسّن نموّ الخلايا السرطانية، وتكاثرها، من دون أي رادع.
وبعد فهم المريض لنوع السرطان الذي يصيبه، يجدر بالطبيب تحديد العلاج المناسب له، ومراقبة تقدّم المرض، علماً أن فهم المريض والمتابع له للمرض يؤمّن التزاماً أفضل بالعلاج، حسب الاختصاصي في أمراض الدم والسرطان في "مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت" الدكتور عرفات الطفيلي.
وتسمح الفحوص، التي تحدّد طفرات مستقبلات عامل نمو البشرة لدى مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، في التعرّف عمّا اذا هذه الطفرات تتواجد في جسم المريض، ما يسمح بحصوله على العلاج الهادف منذ البداية، وتحسّن صحّته بشكل ملموس.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة