شهدت الساحة الفلسطينية خلال عام 2014 العديد من الأحداث، اختلطت فيها المعاناة بالأمل، وواصلت المقاومة السير على درب الكفاح والتحرير، لتؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة.

 

المصالحة الوطنية

مع قدوم شهر إبريل، عقدت فتح وحماس اجتماعات أفضت إلى اتفاق على المصالحة بين الطرفين والالتزام باتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، والعمل على إنشاء حكومة توافق وطني خلال 5 أسابيع، وإجراء انتخابات بعد 6 أشهر على الأقل من تشكيل الحكومة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في غزة، احتفالا بإعلان اتفاق إنهاء الانقسام، والمصالحة الوطنية.

وفي شهر يونيو الماضي أدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله، اليمين القانونية أمام الرئيس محمود عباس بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة الفصائل في مقر الرئاسة برام الله، بعد تجاوز خلاف حركتي فتح وحماس.

 

التحام الفصائل الفلسطينية

إنطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة، مسيرات جماهيرية حاشدة إحياءً لذكرى النكبة الـ66 بمشاركة جميع الفصائل لأول مرة منذ الانقسام عام 2007، واندلعت مواجهات بالفعل بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والفلسطينيين، أسفرت عن إستشهاد فلسطينيين اثنين في مظاهرة بالقرب من سجن عوفر في رام الله.

 

الحرب على غزة

بدأت المناوشات في يونيو مع الإعلان رسمياً عن اختفاء ثلاثة مستوطنين في الخليل، واتهمت إسرائيل الفلسطينيين بذلك وفرضت طوقاً عسكرياً على جنوب الضفة الغربية، كما كثفت إسرائيل عمليات البحث عن المستوطنين وقتلت ودمرت العديد من المنازل آ خلال عمليات بحثها عن المخطوفين، بدأت السلطات الإسرائيلية قصف قطاع غزة، فردت الفصائل الوطنية وأسقطت صاروخ على مصنع إسرائيلي في سديروت، أحرقته وأصابت ثلاثة إسرائيليين بجروح طفيفة، وردت القوات الجوية الإسرائيلية بـ12 غارة جوية على مرتين، ومع تردد حديث عن مقتل المستوطنين أو بقائهم على قيد الحياة، عثرت سلطات الاحتلال على جثث المستوطنين الثلاثة قرب حلحول نهاية شهر يونيو، وأعقب ذلك مطالبات إسرائيلية بالانتقام من العرب.

أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها "الجرف الصامد"، وردت كتائب "عز الدين القسام" بعملية "العصف المأكول"، فيما بدأت حركة الجهاد الإسلامي عملية "البنيان المرصوص"، وتوحدت الفصائل الوطنية في مقاومة هذا العدوان.

 

مجزرة الشجاعية

قصفت إسرائيل حي الشجاعية، وأوقعت حوالي 100 شهيد و250 مصابا، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا في بيت حانون وكانت المدرسة ملجأً لفلسطينيين نزحوا من منازلهم، وأدى القصف إلى إستشهاد 16 فلسطينيًا وجرح 200 آخرين.

 

مبادرات التهدئة ووقف إطلاق النار

حاولت الكثير من الدول العربية والاقليمية التدخل لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، لكن معظمها فشل ماعدا المبادرة المصرية، حيث نشرت وسائل الإعلام نص المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفصائل في غزة وإسرائيل، ووافقت إسرائيل على المبادرة وذكرت أنها ستوقف إطلاق النار التاسعة صباح اليوم التالي، لكن حركة حماس قالت إنها لم تتسلم أي مبادرات رسمية من أية جهة، وأعلنت فصائل المقاومة ظهر ذاكاليوم رفضها للمبادرة المصرية.

تدخلت الأمم المتحدة مطالبة إسرائيل والمقاومة في غزة بهدنة إنسانية لمدة خمس ساعات تبدأ في الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي الساعة الثالثة عصراً، لتمكين توصيل الاحتياجات الإنسانية للسكان، وفي أغسطس جرى الاتفاق على هدنة تدوم 72 ساعة بدءًا من الثامنة صباحًا وتقرر بقاء القوات في أماكنها أثناء هذه الهدنة.

توصل الجانبين في أواخر أغسطس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية، والاتفاق على تأجيل المفاوضات حول المواضيع الأساسية لمدة شهر.

 

محمد أبو خضير

في شهر يوليو الماضي تم خطف الفتى الفلسطيني "محمد أبو خضير"، وعثر على جثته بعد أن عُذب وأحُرق وهو على قيد الحياة على أيدي مجموعة مستوطنين متطرفين، وأعقب عملية الخطف والقتل موجة احتجاج واسعة في مناطق عديدة بمدينة القدس والضفة الغربية، واستنكار من كافة الفصائل الوطنية، وتفجرت مواجهات بين أهالي حي شعفاط بالقدس وقوات الاحتلال.

 

استشهاد الوزير زياد أوعين

استشهد يوم 10 ديسمبر وعلى مرأى العالم آ رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الوزير زياد أبو عين خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة سلمية في بلدة ترمسعيا شمال رام الله وإعتداء واضح على ابوعين الذي قاوم للحظة الأخيرة.

 

فلسطين في المحافل الدولية

شهد عام 2014 عدة انتصارات دبلوماسية لفلسطين على الساحة الدولية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الاتحادية السويسرية شهر إبريل الماضي أن فلسطين أصبحت عضوا في اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول، وتعتبر هذه الاتفاقيات نصوصا أساسية للحق الإنساني، واعتبر السيد الرئيس محمود عباس قبول انضمام فلسطين إلى اتفاقيات جنيف الأربع كدولة متعاقدة تاريخا جديدًا ويومًا تاريخيًا.

وفي مطلع أكتوبر، مرر مجلس العموم البريطاني قرارًا غير ملزم للحكومة يطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بأغلبية 274 صوتًا ضد 12، كما اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، وفي نوفمبر صوت البرلمان الأسباني على قرار غير ملزم للاعتراف بدولة فلسطين، حيث صوت لصالح القرار 319 نائبا من أصل 322 حضروا الجلسة، فيما امتنع عضو عن التصويت، وصوت نائبان ضد القرار، كما أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية قرارًا في ديسمبر غير ملزم للحكومة الفرنسية يدعوها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، شارك في التصويت 490 نائبًا صوت منهم 339 لصالح القرار وعارضه 151 نائبًا، كما أقرّ البرلمان الأيرلندي مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية.

 

اعداد : بشار الرنتاوي



loader
 
قـلوبنا معك غـزة