أهم اللحظات العلمية لعام 2014
 
  • تراجع الغطاء الجليدي الغربي للقارة القطبية الجنوبية يدخل نقطة اللاعودة:

13 كانون الثاني

جميعنا كان قد سمع في الفترة الماضية ما بين شهري كانون الثاني وأيار، عن خبر وصول تراجع الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية إلى نقطة اللاعودة، حيث ذكرت العديد من العناوين الإخبارية صدور ثلاث دراسات تشير إلى أن هناك أنهاراً جليدية ضخمة بدأت تصب في بحر (أموندسن)، وهذا الأمر إن كان صحيحاً، فهو يعني حدوث ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر خلال المئة سنة المقبلة، ولكن الأمر المثير للاهتمام في هذه القصة، هو أن هذا الحدث ليس ناجماً عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسبب بها البشر، فعلى الرغم من أن الاحتباس الحراري أدى فعلاً إلى ذوبان الثلوج في بعض أجزاء القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، إلّا أن التغيرات التي حدثت في بحر (أموندسن) كانت ناجمة عن ازدياد حرارة المياه المنتشرة تحت الغطاء الجليدي، وما زال العلماء يبحثون فيما إذا كانت الأنشطة البشرية هي ما تسبب بذلك أم لا، ويبقى السؤال الكبير: إلى متى سوف يستمر تراجع الغطاء الجليدي، وما هي السرعة التي سيحدث بها، وهل يمكن أن تبدأ أجزاء أخرى من القارة القطبية الجنوبية بالتراجع ايضاً؟

  • العلماء يكتشفون بأن الكلاب يمكنها التعرّف على صوت مالكيها:

21 شباط:

من المعروف بأن الكلاب كائنات اجتماعية للغاية، فهي قادرة على تعلم وفهم العديد من الكلمات المنطوقة، وهي واحدة من الأنواع القليلة من الحيوانات التي يمكنها فهم معنى الإشارة، وقد استطاعت إحدى الدراسات رفع مستوى التحدي هذا العام عندما ألقت الضوء على الوظائف الدماغية لدى البشر والكلاب المنزلية، حيث أظهرت الدراسات أن البشر والكلاب يظهرون نشاطاً في التلم الصدغي العلوي – والتلم هو شق بين تلفيفين من تلافيف الدماغ- عند الاستماع إلى أصوات مؤججة للعواطف، وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقوم بإجراء مقارنة بين الرنين المغناطيسي الوظيفي بين الأنواع، مما يفتح المجال للبحث في المهارات المشتركة لدى مختلف الكائنات الحية من منظور دماغي.

  • اكتشاف موجات الجاذبية:

17 آذار:

قام فريق من علماء الكون في شهر آذار الماضي باكتشاف وجود تموجات في الفضاء يعتقد بأنها تعود لمخلفات ولادة الكون، وقد جاءت هذه النتائج من تجربة (BICEP2) التي تم إجراؤها في القطب الجنوبي، والتي استطاعت اكتشاف وجود موجات إشعاعية دقيقة (مايكروويف) ضعيفة، قادمة من الفضاء باستخدام تلسكوبات حساسة للغاية، وهذا الاكتشاف كان يمكن أن يعتبر دليلاً على وجود موجات جاذبية ناتجة عن الانفجار الكبير، كما كان يمكن أن يوفّر أدلة غير مباشرة على أننا لسنا وحيدين في هذا الكون، بل إننا جزء من “أكوان المتعددة”، ولكن للأسف، فإن الإثارة لم تدم طويلاً، كونه تم إعادة تحليل النتائج بطريقة أكثر حذراً من قبل علماء في جامعة (برنستون)، وجاءت النتائج لتشير بأن نتيجة التجارب السابقة كانت قد قللت من أهمية تأثير الغبار الفضائي، مما وضع الاكتشاف كله بموضع تساؤل.

  • “مقاومة المضادات الحيوية” هو الموضوع الفائز بجائزة لونغتيود التي تبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني:

25 حزيران:

تم اختيار موضوع “مقاومة المضادات الحيوية” من بين ستة موضوعات تم طرحها للتصويت العام للفوز بجائزة (لونغتيود)، وذلك لكون هذا الموضوع يعتبر أمراً مهدداً لحجر الزاوية في الطب الحديث، جائزة (لونغتيود) تلعب دوراً في تشكيل المستقبل من خلال اعتمادها على العلم كطريقة للتخفيف من المشاكل العالمية، بالإضافة إلى أن الجائزة تعتبر محفزاً لمواصلة الابتكار والتعاون اللازم للوصول إلى اكتشافات تكنولوجية رخيصة وسريعة وسهلة ويمكن استخدامها في نقاط الرعاية الصحية، كما تساعد هذه الجائزة على تطوير اختبارات تشخيصية تستطيع أن تحدد نوع الالتهابات البكتيرية بشكل صحيح.

  • إطلاق المرصد المداري للكربون:

5 تموز:

تم في شهر تموز في ظلام ليل ولاية كاليفورنيا، إعداد صاروخ يحمل معه المرصد المداري للكربون للانطلاق إلى الفضاء الخارجي، وهو عبارة عن قمر صناعي قادر على إعطاء قياسات تفصيلية لمستويات ثاني أكسيد الكربون من الفضاء، وهذا الإطلاق يعتبر الثاني من نوعه، وذلك لأن النسخة الأولى لم تصل إلى المدار، ففي عام 2009، أدى شذوذ في عملية إطلاق المركبة الفضائية إلى تحطيم أول قمر صناعي صمم لمشاهدة كوكبنا وهو يتنفس، حيث أنه احترق عندما تم إعادة إدخاله إلى الغلاف الجوي قبل أن يستطيع أخذ أية قياسات تذكر، ولكن في هذه المرة كان كل شيء يسير حسب المخطط، وحالياً يقبع القمر الصناعي (OCO-2) فوقنا في الفضاء، وهو يقوم بمسح كوكبنا من المدار الأرضي المنخفض، وقياس تركيزات الـ (CO2) باستخدام الأشعة الشمسية الطيفية والمنعكسة، وبذلك سيكون من الممكن تحديد المكان والزمان الذي ينبعث منه الـ (CO2) إضافةً إلى تحديد المكان الذي يذهب إليه هذا الغاز الضار خلال المواسم المختلفة.

  • أنثى الأخطبوط تحتضن بيوضها لمدة أربع سنوات:

30 تموز:

اكتشف العلماء بأن هناك أنثى أخطبوط قامت باحتضان بيوضها لأكثر من أربع سنوات، بدون أن تقوم بالأكل أو الحراك خلال تلك الفترة، وإن هذه الظاهرة طرحت العديد من الأسئلة العلمية المثيرة للاهتمام بهذا الخصوص، فهل من المعقول أن يكون هذا الحمل الطويل قادر على إنتاج ذرية أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة؟ وما هي العمليات الأيضية التي مكّنت أنثى الأخطبوط من البقاء مثل هذه المدة طويلة، بلا حراك، وبلا طعام؟

  • البروفيسور (جون أوكيف) يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب :

6 تشرين الأول:

يعتبر حصول البروفيسور (جون أوكيف) من كلية لندن الجامعية، إلى جانب الأساتذ (مايو بريت) و(إدوارد موسر) من معهد كافلي في النرويج على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، أحد أكثر اللحظات أهمية في عام 2014، ولقد حصل البروفيسور على الجائزة لاكتشافه لنظام الملاحة في جزء من الدماغ يسمى الحصين، حيث استطاعت أبحاثه الكشف عن الآليات العصبية التي تمكّن الكائنات من تذكر الطرق والأماكن، وبذلك مهّدت هذه الأبحاث الطريق أمام إيجاد حقل خاص بعلم الأعصاب متخصص بالذاكرة المكانية والتجوال.

  • تحطم سفينة فيرجن غالاكتيك الفضائية:

31 تشرين الأول:

في عام 2009 أعلنت شركة (فيرجين غالاكتيك) أنه سيتم إطلاق أول رحلة تجارية إلى الفضاء، وبعد خمس سنوات، أعلنت أن سعر التذكرة يعادل 250,000 دولاراً، إلًا أن سفينة الفضاء التابعة للشركة والتي تسمى (Virgin Galactic SpaceShipTwo) انفجرت في رحلتها التجريبية في 31 تشرين الأول من هذه السنة، وإن السبب الأساسي الذي أدى إلى تحطم السفينة لم يعرف بعد، وطبعاً فإن النتيجة الطبيعية لهذه النكسة هي انحسار فرص القيام برحلة تجارية فضائية ضمن المدى القريب المنظور.

  • ردة فعل (مونيكا جرادي) على هبوط مسبار (Philae) فوق المذنب:

13 تشرين الثاني:

إن اللقطة التي لفتت الأنظار في 13 تشرين الثاني الماضي، لم تكن لحظة هبوط المسبار (Philae) فوق المذنب (67P)، بل كانت ردة فعل غرفة تحكم البعثة على نجاح المهمة، فمع وصول البث المباشر لهبوط المسبار إلى غرفة تحكم البعثة، بدأت الأستاذة اللامعة (مونيكا جرادي) من الجامعة المفتوحة لعلوم الكواكب، بالقفز حول المكان كما لو أنها لاعب كرة قدم قد حقق هدفاً في المرمى، وتعزى هذه الفرحة العارمة لكون القليل من العلماء هم من يرون جهودهم المضنية التي بذلوها على مشروعهم الغير العادي، تؤتي بثمارها أمام أعينهم، وإن هذا المشروع الذي استولى على خيال العامة، أظهر قدرة البشر الرائعة على الوصول إلى مراحل متقدمة من العلم، وتعتبر ردة فعل (جرادي) هي لحظة تاريخية استطاع معها العالم بأجمعه مشاركة العلماء لأنقى لحظات فرحهم بالنجاح.

  • صدفة ترينيل :

3 كانون الأول:

في أوائل شهر كانون الأول، ظهرت دراسة صادمة لعلماء أصول الإنسان، حيث تضمن تقرير الدراسة وصفاً لأحد الاكتشافات الاستثنائية، والتي هي عبارة عن صَدَفِة يقدر عمرها بنصف مليون سنة، تم اكتشافها في اندونيسيا، وإن ما يميز هذه الصَدَفِة، هو وجود نقش ذو نمط متعرج على سطحها، وكون هذه الصدفة يقدر عمرها بـ500 الف عاماً، فإنه لا يمكن أن يكون النقش الموجود عليها عائداً للإنسان الحديث، أو حتى للبشر البدائيين (Neanderthals)، ولا بد وأن يكون هذا النقش قد تم حفره من قبل بعض الأنواع السابقة – ربما الإنسان المنتصب القامة (Homo erectus)- والمثير في الأمر هو أن علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا كانوا جميعاً قد اتفقوا على أن رسم مثل هذه الأنماط الهندسية يعتبر من “السلوكيات الحديثة”، حيث أنه يدل على وجود قدرات إدراكية متطورة لدى الشخص، والجدير بالذكر هو أنه قبل اكتشاف هذا الصَدَفِة، كان أقرب رسم مكتشف لنمط هندسي قام الإنسان برسمه يوجد على قطعة من أكسيد الرصاص في كهف (بلومبوس) في جنوب أفريقيا، يرجع تاريخها إلى حوالي 75,000 سنة، وهي الفترة التي كان فيها الإنسان العاقل (Homo sapiens) موجوداً، ولكن النمط الهندسي الذي يوجد على هذه الصَدَفِة يعود لأكثر بكثير مما كنا نتصور في أي وقت مضى.

  • أوريون تعود إلى الأرض بعد رحلة تجريبية ناجحة:
  • كانون الأول:

استطاعت كبسولة (أوريون) الهبوط بنجاح في المحيط الهادئ على بعد بضع مئات الأميال إلى الغرب من باجا كاليفورنيا، مما أعاد رحلة أبولو إلى الذاكرة، وذلك لأن هذه الكبسولة تمثل أول الأجهزة الملموسة التي قد تستطيع حملنا مرة أخرى إلى خارج حدود المدار المنخفض للأرض، وبذلك من المتوقع أن تصبح مركبة (أوريون) هي الوسيلة الأساسية التي تعتمد عليها ناسا في برنامج الاستكشاف البشري لمحطة الفضاء والقمر والمريخ أو ربما أبعد من ذلك.

  • ألواح شمسية توفر استطاعة تصل إلى 40٪ :

8 كانون الأول:

وسط كل تلك الكآبة الاقتصادية والأخبار المتضاربة حول تغيّر المناخ، شهدت سنة 2014 لحظة مثيرة عندما تم ابتكار تكنولوجيا جديدة خاصة بالطاقة الشمسية، ويتضمن أحد الاختراعات استعمال طبقة رقيقة من أشباه الموصلات، تسمح للإلكترونات بالتدفق بحرية بوجود الشمس ولكنها تعمل بشكل سيئ في الظلام، حيث تم تصنيع هذه الخلايا الشمسية من مادة (تيلوريد الكادميوم)، وهي مادة تتطلب طاقة أقل بكثير من السيليكون، وإن استخدام هذه المواد زاد من قدرة الخلايا الشمسية على امتصاص أشعة الشمس بحوالي 16 إلى 17٪، كما أن هناك أنظمة أخرى أكثر تعقيداً يمكن أن توصل كفاءة الخلايا الشمسية في امتصاص أشعة الشمس حتى 40٪، ولكن حتى بدون هذه التطورات، فإن سعر الخلايا السيليكونية التقليدية التي يتم تصنيع الخلايا الشمسية منها، قد انخفض بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة، وأصبح بالإمكان شراء لوحات شمسية بأسعار رخيصة جداً، وفي النهاية فإن هذا سيساعد على نشر الطاقة النظيفة بأسعار معقولة حول العالم.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة