تأثير التعرض لاشعة الشمس والشيخوخة على الجلد

 

ان التعرض لاشعة الشمس والشيخوخة لديهما تآثيرا هاما على الجلد. وقد يبدو هناك بعض التناقض: حيث يتم استبدال الطبقة الخارجية للبشرة، من الجلد مرة واحدة كل شهر تقريبا. إذا، لماذا يهرم ويشيخ الجلد؟ جزء من عملية الشيخوخة هو موروث بالجينات تماماً كما يحدد تكوينك الجيني لون عينيك وما إذا كان نوع شعرك متجعدا أم مالسا، تحدد الجينات أيضاً ما إذا كان جلدك سيحتفظ بملمسه المتماسك عندما تصل إلى الستينات والسبعينات من عمرك أم يبدأ بالتجعد والترهل خلال الأربعينات من عمرك. تكسير الكولاجين والإيلاستين الذي يؤدي إلى تدلي وتراخي الجلد يحدث بمعدلات مختلفة عند الأشخاص المختلفين.

الشيخوخة الزمنية

 

الزمن يفعل فعله. فكلما مرت السنون، يجري الجلد عددا من التغييرات الكيميائية الحيوية. خلايا البشرة لا تسقط بسهولة، والألياف الداعمة من الكولاجين والإيلاستين تتكسر. ولا يحتفظ الجلد بكمية الرطوبة كما كان من قبل. وتقل، أيضا، قدرة الجلد على محاربة العدوى، الإحساس وتنظيم درجة حرارة الجسم. على مدى عدة عقود من إرسال التعليمات لإنتاج خلايا جديدة، يمكن أن يتلف (DNA) الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين ويسمح للخلايا بأن تنمو خارج السيطرة وبالتالي يؤدى ذلك إلى نشوء سرطان الجلد.
تدهور الكولاجين والإيلاستين مع سحب الجاذبية يمكن أن يؤدي إلى بعض العلامات التقليدية لشيخوخة الجلد: خطوط دقيقة حول العينين، خطوط عميقة حول الفم وعلى طول الجبهة وترهل الجلد. تصبح الأظافر عادة أكثر هشاشة، وقد يصبح الشعر، أيضا، رقيقاً.


الشيخوخة بسبب التعرض لاشعة الشمس والضوء

 

السبب الأكبر لتلف الجلد كلما تقدم الإنسان في العمر هو ليس الشيخوخة نفسها، بل التعرض لأشعة الشمس. هذا التلف يسمى الشيخوخة بسبب الضوء. فعلى مر السنين، يسبب التعرض لأشعة الشمس التجاعيد الرفيعة والغليظة، وتدلي الجلد مع مظهر جلدي أصفر وجاف وقشري. هذا يزيد أيضاً من خطر تكوّن سرطان الجلد. ولأن التعرض لأشعة الشمس يقلل من تركيز الكولاجين، الذي يدعم شبكة من الأوعية الدموية، فقد تجعل الشيخوخة بسبب الضوء الجلد أكثر عرضة للتندب وبسهولة أكثر.
يمكن بسهولة التمييز بين آثار الشيخوخة بسبب الضوء وبين الآثار بسبب مرور الزمن والتقدم في السن. انظر إلى خطوط وتصبغ الجلد على وجهك وظهر يديك؛ واشعر بملمسه. الآن افعل الأمر نفسه على جزء من جسمك لم يتعرض للكثير من أشعة الشمس، مثل أسفل البطن أو الأرداف. يمكن أن يكون الفرق كبيرا، وخاصة إذا كنت ممن يقضون ساعات طويلة جدا تحت أشعة الشمس طوال حياتهم. ينفق الناس المليارات من الدولارات سنويا في محاولات التصدي لآثار الشيخوخة بسبب التعرض لأشعة الشمس

 

السبب الاساسي لتلف الجلد جراء التعرض لأشعة الشمس هو الأشعة فوق البنفسجية. فليست جميع أنواع الأشعة المنبعثة من الشمس متساوية. بعض الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية تخترق الجلد بدرجة أعمق من الأخرى. وقد دفع إدراك هذا الاختلاف الباحثين إلى أن يسألوا ما إذا كانت بعض الأنواع من الأشعة فوق البنفسجية تسبب بصورة أساسية التجاعيد والبقع البنية (التي تسمى أحيانا "بقع الشيخوخة") بينما تسرع أنواع أخرى من عملية تكوّن سرطان الجلد.

 

 

 

 

 

 


تأتي ثلاثة أطوال موجية مختلفة من الأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشمس. الأشعة فوق البنفسجية "أ" (UV-A) ذات الطول الموجي الأطول والأعمق اختراقا. الأشعة فوق البنفسجية "ب" (UV-B) لها ثاني أطول طول موجي، وتسبب حروقا لطبقات الجلد الخارجية. الأشعة فوق البنفسجية "ج" (UV-C) لها أقصر طول موجي، ويتم عادة حجبها بواسطة طبقة الأوزون في الغلاف الجوي. جميعها يمكن أن تسبب تلفا للجلد.


ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية

 

طول الامواج (Wavelength) للأشعة فوق البنفسجية تقع بين أمواج الضوء المرئي وامواج الاشعة السينية (X-ray). تصل أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى الأرض في ثلاثة أطوال موجية أساسية (أنظر الصورة اعلاه).
الأشعة فوق البنفسجية "ج" (UVC). الطول الموجي الأقصر من بين الثلاثة أمواج. وله أيضا أعلى مستوى من الطاقة وأكثرها تدميراً. والأشعة فوق البنفسجية "ج" قادرة على تدمير الجلد، ولكن يتم امتصاصها عادة في الغلاف الجوي بواسطة طبقة الأوزون قبل أن تصل إلى سطح الأرض. ومع ذلك، هناك أماكن في الكرة الارضية مثل استراليا، حيث يعتقد العلماء أن طبقة الأوزون رقيقة جداً، لدرجة تشكل فيها الأشعة فوق البنفسجية "ج" عامل خطر لتلف الجلد الحاد.
الأشعة فوق البنفسجية "ب" (UVB). هذه الأشعة أطول قليلاُ من الأشعة فوق البنفسجية ج (UVC) ومقدار الطاقة فيها أيضا أقل من سابقتها. ولذلك فهي أقل تدميرا للجلد. وهي تمثل حوالي 5% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض.يمكن للأشعة الفوق البنفسجية "ب" (UVB) ان تخترق البشرة، وتسبب ما يسمى حروق الشمس. يعتقد الخبراء عموما بأنه كلما أصبت أكثر بحروق الشمس، كلما كنت عرضة أكثر لسرطان الجلد. وتشير الأبحاث إلى أن الأشعة فوق البنفسجية ب تسبب طفرة جينية مميزة تسمح بنمو الخلايا دون توقف، مما يؤدى إلى نشوء السرطان. وفي الواقع، أكثر من 90% من سرطانات الخلايا الحرشفية يحصل فيها هذا النوع المميز من الطفرة.
الأشعة فوق البنفسجية "أ" (UVA). الأشعة ذات المدى الأطول من الأطوال الموجية، تسمى الأشعة فوق البنفسجية "أ" (UVA)، وهي تلعب أيضاً دورا في الشيخوخة بسب الضوء وحدوث سرطان الجلد. حوالي 95% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض هي من نوع الأشعة فوق البنفسجية "أ". وبسبب أطوالها الموجية الأطول، فإن هذه الأشعة تخترق الجلد عميقا وتصل إلى داخل الأدمة. وفقط حوالي 10% من الأشعة فوق البنفسجية ب تصل إلى الأدمة، بينما يعتقد الباحثون أن 50% من الأشعة فوق البنفسجية "أ" (UVA) تفعل ذلك. وعندما تكون تحت أشعة الشمس، تكون معرضا للمزيد من الأشعة فوق البنفسجية "أ" (UVA): ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض يحتوى على أشعة فوق بنفسجية "أ" أكثر من الأشعة فوق البنفسجية "ب"

 

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة