أمامنا سفر طويل 

 

 

القلب ينشط للقبيح 
وكم ينام عن الحَسَنْ



يا نفس ويحك ما الذي 
يرضيك في دنيا العفَنْ



أولى بنا سفح الدموع 
و أن يجلبنا الحزَنْ



أولى بنا أن نرْعَوِي 
أولى بنا لبس الكفن



أولى بنا قتل الهوى 
في الصدر أصبح كالوثن



فأمامنا سفر طويل 
بعده يأتي السكن



إما إلى نار الجحيم 
أو الجنان: جنان عَدَنْ



أقسمت ما هذي الحياة 
بها المقام أو الوطن



فلم التلوّن والخداع؟ 
لم الدخول على الفتن؟!



يكفي مصانعة الرعاع 
مع التقلب في المحن



تبا لهم من معشر 
ألفوا معاقرة النَتَنْ


بينا يدبّر للأمين 
أخو الخيانة مؤْتَمَنْ!



تباً لمن يتملقون 
وينطوون على دخن


تباً لهم فنفاقهم 
قد لطّخ الوجه الحسن



تباً لمن باع الجنان 
لأجل خضراء الدِمَنْ

تباً لمن يتملقون 
وينطوون على دخن

الشاعر صالح بن عبد القدوس . 

صالح بن عبد القدوس هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل.وهو من شعراء الدولة العباسية كان مولي لبنى أسد. كان حكيماً متكلماً يعظ الناس في البصرة، 
له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، يدور كثير من شعره حول التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الإخلاق، وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس.
مرت أحداث في حياة الشاعر جعلته يقارن بين الأسباب كما يقارن بين النتائج؛ فيَصل إلى آراء مُحكمة مستخلصة من تجاربه وتجارب غيره. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.

وفـــــــــاته

اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد.

ومن أشهر قصائده علي سبيل المثال 

القصيدة الأولي : صَرمتْ حبالك بعد وصلك زينـبُ 

القصيدة الثانية : المرء يجمع و الزمان يفرق

وهذه القصيدة الثالثة : أمامنا سفر طويل 

.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة